طلقة ثائر
عبد الكريم ناتي
أنا جامح جموح الخيلْ
على ظهورها الأبطالْ
تصنع مجدًا شريف المقاصدْ
لا كما يصنع مجدهمُ الأنذالْ
يلملمون فتات الموائدْ
لينتحلوا به كرم الشجعانْ
ويُفيضوا على الجوعانْ
خذاعاً و صَوْلاتٍ كأنهم حقيقيونْ
أو كأنهم منتهى حلم الحالمْ...
لكن في غياهب الزمانْ
مُتَربَّص بكل مخاذع يتقلب في الوجوهْ
و يغير النمط تلو النمطْ
و يلعب بالكلام يسيغه لؤلؤاً و مرجانْ
ثم لتراهُ ذئباً بأنياب وقت اللزومْ...
أنا الصرخ المتأجج في صدر الناسْ
باحت به أشعاري
فأقلامي همُّ الثوَّارْ
***
خيلٌ تدك سنابكُها محميَّاتهم
تهز الأرض تحت أقدامهمْ
لترسل النقع غشاوة في أعينهمْ
و تُربِك مشيَهم إلى الأمامْ
إنها خيل سروجها الأبطالْ
أقمارٌ في دياجيهمْ
و هدى لأحرار اضطربوا بأوجاعهم
و ضاعت منهم مفاتيح الكلامْ
و أفنى زيوتَ قناديلهم طولُ انتظارْ...
أنا الترياق يا وجع السهرانْ
لِعِلاَّتِ الكلام و الصمت الغاضبْ
و السآمة و لكل الأسقامْ
إنني أنا الجامح دواما أبدا
لأطلق الرصاص الحي من ذخيرتي
كلاما و أفعالا
و كرامة أنسجها على مشارف الحريهْ
أجدد بها عزيمتي
كي لا يهضمني الأنذالْ...