اللاعبون على جراحنا

مرام شاهين

وكأننّا نشتمُّ ريحَ الغدرِ تعصفُ بالدّماء ..

وكأنّ هذا الدم .. شلالُ ماء !

تصرخُ الطّفلة ، وتغرقُ بالدّموع

" قتلوا أبي ، سجنوا أخي ، جرحوا أمّي وأختي ، وبقينا بلا حليب .. نريدُ ماءً ، نريدُ حريّة ! "

ويهتفُ هو متسمّراً وراء الشّاشة : "جووول !!" 

أولستَ جزءاً من ضمير شعب حيّ أعياهُ السّكوت ؟!

أشهرٌ مضت والأرض تهتزّ لأصوات الثوّار ..

هدفهم عيش بكرامة ، إنسانيّة تُحترَم ، ظلم خيّم وآن له أن يزول

ومن جانب آخر ، كان هدفُ الطرف المقابل : كرة تخرج وأخرى تدخل .. أصواتُ تصفيق .. وفرحٌ وزغاريد ..

وأكبرُ الهمّ أن يخسر الفريق ليبكي عليه هذا وذاك ويطأطئ رأسه خجلاً وكأنه حاول تحرير ليبيا ففشلت محاولته ، أو أنّه دخل بـ "كاميرا الجزيرة" إلى سوريا فطردوه بالنّعـال !

تستمرًّ اللعبة .. ويستمرًّ التكبير

يستمرًّ التشجيع .. وتستمرًّ الهتافات

وشتان مابينَ (استمرّ) و (استمرّ) ..

تتدافعُ قواّتُ الأمن لتتشابك والشعب ، دويُّ نار يصمُّ الآذان ، ويتدافعُ الفريقان في الملعب .. لتتشابكَ الأقدام ، أيّهم سيمسكُ بالكرة ، ويكمل المشوار !

شتان مابين (تدافع) و (تدافع) ..

إنّها كلّما عَظُمَت الأهداف .. عَظُمَ أشخاصُها ..

وكلّما ازدادت سُخفاً وتفاهة .. كلّما ازدادَ أشخاصُها انحطاطاً !

شبابٌ عُلّقَت في رقابهم الآمال ،

وشبابٌ ليسوا إلا "لاعبين على جراحنا" يتقاذفون الألم يمنة ويسرى أو يهتفون كلّما تزكّمت الأنوف برائحة المجازر !..

هو الضميرُ الواحد ، واليد الواحد !

" وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "

شكراً لكم ..!