الشاعر ذلك الصعلوك
بن يونس ماجن
الشاعر ذلك الصعلوك
الخاسر في القمار دوما
والشعر ذلك الرضيع
الذي ما يزال يحبو
في مهد الشيخوخة اليانعة
يمقت الشعراء الكسالى
ومدمني تناول الرسائل النصية
والقصائد المحنطة
التي سرعان ما تذوب
في مجاري المدينة العتيقة
يحرق مراكبه وأشرعته
ويدفن كل ما تبقى له من أحلامه
تحت وسادة عائمة
في قاع المحيطات النائية
ذات يوم ، بحث عن صورته
التي كانت معلقة على حائط جارته المغربية
فلم يجد سوى قطة تموء في ردهات التيه
لم يعد يقوى على الكتابة بقلم رصاص
لقد أرهقته الورقة البيضاء
وكلما اراد ان يتخلص من غرائزه الرتيبة
يدلف الى دهاليز حلزونية
ثم يكتب تقاسيم وهمهمات على وتر مبحوح
لا تصلح للرقص ولا للغناء
الشاعرالصعلوك أضحى شبحا
يدير ظهره الى اللحظة الشعرية
ولا يبالي بصياح الديكة
ولا عويل الذئاب
يزعم أنه سليل المجانين
لم بخلف أتباعا ولا رهائن ولا قصيدة تشبهه
ومنذ ذلك الحين
وهم يتفحصون أوراق اعتماده
ويمنعونه من الدخول الى هذيانه
فهو شاعر غير معترف بشاعريته
وتجربته لم تنضج بعد
لم يشارك في المؤتمرات والندوات والأمسيات
لم يحضر حفلات توقيع دواوينه
ولم يحصل على جوائز تقديرية
ولم تترجم قصائده للغات العالم