تنهدات بصمت
يوسف الحسن
وقفتُ هنا أتأمل في فلك بعيد..
فهبتْ عاصفةٌ.. فامتلأت عينايَّ بغبار الطريق..
فأردت البكاء لكن الدمع تجمد..
والنبض تلبّد..
فسرحت إلى ذكريات ..
فطفقت أحلم في الأمنيات..
هل حقا رحلت ..? هل رقصت؟ ..
هل فرحت؟
أم أمطرت لؤلؤا بعد صمت؟
فسمعت صدى كلمات بتنهدات ..
يرددها فراغ قلب بلا فرح ..
فعدت مسرعا أصيخ السمع..
أمد يدي كغريق ..
أغوص في لجة الأوجاع..
ثم أصحو وأفيق ..
وأنادي مِنْ هنا.. أنا هنا..
لم أرحل .. و كان دربي طويلا..
لا أرحل ولو عزَّ الوصول..
لا تخف .. لست وحيدا..
أمسك بيدي..
هذا سر القلوب.. لم أرحل..
وإن أظلمت التواءات الدروب..
أيها المحبوب..
لم تمت إشراقه الأمل في روحي المسلوب..
سأبقى دافئ الشعور ..
وإن ارتاع قلبي بأمهات الأمور..
سأبقى بالأمل ..
لأطير ..
ولو كنت بالقيود كسير..
لتهمي السحب بماء غزير..
فترتوي الأرض..
وتشدو الطيور على هام الزهور..
حتى تورق الخضراء في الصخور..
وما زال القلب جسورا..
وبسحر ألق الحرف مبهورا