أيُّها الحبيب
رسائل من قلبي إليك...
ضحى عبد الرؤوف المل
وردة الضحى
أيُّها الحبيب الذي ارتسم في رؤيا من صنع خَيالي...
إن القلب الذي داعب عَينيك باق كالخلود ليتهادى شوقاً كلَّما قَرأت رسالتك المؤرخة بكلمة عهد طويل وميثاق غليظ يصعب على روح أن تتخطاه بالرغم من مضي أعوام على فرحي المؤجل بك....
فمتى يأتيني القدر مُكبلاً بسلاسل اللقاء بيننا !؟..متى أمشي بأكفاني نحوك كَورقة خريفية تتعرى لتلامس الأرض بشوق لربيع يملؤها اخضراراً!؟.. متى تكون كلماتي كالورود في يد كل مُحب أحبّ الحياة ورأى زوالها قبل الذبول؟!...
أيُّها الحبيب...
ما الحب ما العبادة!..إن لم ندخل محراب الروح في صلوات يَضمها القلب وكأنني رسولة افروديت لتسكن فردوسك في شبه لحن أبدي ولتشرب مِن كأس حُب واحد شهد الحياة، فلا تتراكم السنين فوق أجسادنا ويجمعنا الوجود...
أيُّها الحبيب...
من ضوء كل شغف تقرأه في حروفي أناديك، فتتلوى أغصان الروح كآيات يَعزفها ليلي الكئيب، فمن يضمني بنصف الليل من ألم ؟!..من وجع أمسك بقلب مُتعب قبل مغيب عمر طال انتظارك فيه؟!...
أخرجني من قوقعة خيالي كي يشبع القلب حُباً ويُضىء كبدر في ليل مُظلم حَزين، فمتى نعيش الفرح والتناغم؟!.. متى نتلاقى فلا نفترق كَنسمة مِن خلجات أبدية،تحيي موات القلوب، فهل أدركت صنع خيالي؟!..
كنت موشومة وعلى خُطوط يدي التقى خَطّ المسير، فكنتَ أسيراً في كَهف قلبي كلما حللت رمزاً تساءلنا عن أسرار الحياة!.. عن الأمل!...عن الحلم !..عن الندى!... عن الياسمين!... غطّتنا نخلة أم بسعفها ،وكأنَّنا في روض المؤمنين أتذكر ام أنك أطلقت أبواق الوداع والرحيل !..
خُذ يقظةالذكرى ولا توافني بصمت من حروف تُمطر على روح أدركها يبَسُ الأنطلاق حين يمدها الرجاء بقدرة التواصل والتناغم كسيل عِطر أشعِلُ منه بخوراً...
فمتى أيّها الحبيب نعيش الصبا كأننا عجائز التاريخ اللواتي تجازون نقوش الحجر على جسد كصخر أملس مرمي على شواطىء الحلم والأمنيات؟!..
متى نمشي على خطى الأحبة بشغف؟!.. متى نغرق؟!..أليست الحياة هي الزمن!.. هي الشقاء !..هي الفرح!... هي آه مخنوقة في صدر عاشق!... هي آه مرمية على شرفات ليل يرنو بنجومه كشهب تخترق كل وهم نطق بكلمات حب حقيقي تذوق من الألم والحرمان ما يكفيه..
أيُّها الحبيب ربّما تنتظر ثمارك كي تنضج لتأخذني بين ذراعيك بعد فوات الآوان ربما تبني عشاً صغيراً لهناء قلبينا، فالنفس تشتاق اللقاء لكنك لن ترسو بزوارق الحب على شواطىء تهدأ عِند قدمي آلهة عاشت في كَون مدَّ لها ذراعيه وكأنها ولجت إلى الغيب في صومعة الحياة..
فكيف أمحو من ذاكرتي رسالة قرأت فيها بلاغة التعبير عن المحبوب وكأنَّها معبد الذكرى لقديس لا يموت....
حبيبتك .....
ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى