في أعشاش الحنين

رسائل من قلبي إليك...

ضحى عبد الرؤوف المل

وردة الضحى

[email protected]

ما أسعدهُ مِن يوم أراك فيه. يَوم كالحنين، كأطياف الأشواق التي تُناديني، التي أراها بقربي، تَهمس لي!.. تُلملم رعَشات قلبي الساكن فيك وبك، وكأني راحلة منك وإليك..

حَبيبي...

أرى في عَينيك بسمة الرضى والطمأنينة وفي الحناجر تَختفي حروف حُب تَمنيناها  لكنها تَفيض في أرواحنا لِتضىء النجوم وأقمار ليلي الساكن في هُموم الحياة ومَجامر البخور التي أشعلها لك في كل ثانية أفتقدك فيها قربي..

حَبيبي

ما أثقله مِن عمر لا تكون فيه نَجما يُضىء سمواتي الحزينة، فَتضحك أيامي وتَزول هُمومي!!... أنسى كل لحظة عشتها ولم أشعر بها بك، فلا يَلذ لي إلا مناجاتك صبحاً ومساءً خريفاً وربيعاً... فأنت الحب بين قلبي وقلبي بين روحي وروحي ونحن روح واحدة في عالمين مختلفين .....

حبيبي

يُلملمني الندى كَقطرات ندية، فأتدثر كما يَتدثر المطر بين أوراق الشجر لتزيدني الأيام حَنيناً واشتياقا إليك، فكيف لا أبحث عن هوية تَكتبني فيها حبيبة لك!...

 أو كفراشة تَطير عبر المدى لتراك ربيعها الدائم ونَحن في خَريف يُزيدنا معرفة!... نبضا ولهاً وهياماً

حَبيبي...

 في حروف اسمك إيقاع يُدهشني وثورة قلب ثائر يَهفو ليستكين بين أضلاعي، فأتلذذ بالصبر على بُعدك وتغاريد أحلامي تَبثُّ الفرح في روحي حين يُباغتني شذاك في كل فجر يَغمُرني ، فأين هي أعشاش الحنين؟!... في انبلاج الصبح من عينيك؟!... أم في صحوة روح نامت على كتفيك وضمَّت أجنحتها لتطير منك وإليك....

حَبيبي مَددت أيام عُمري ففاض الزمان ببسمة جَعلتَها ترتسم مَع كلماتي التي أرسلها برسائل يخطها قلبي بلون أحمر أرجواني لعله يُزهر زهرة ميلاد تضجُّ بالحب، فأضعها في أعشاش الحنين...

 فهل من فصول ملونة ملزمة بالحياة والأيمان!؟.. أم أن الفصول هي تعاقب حياة؟!... أم أنَّها تُساعد على الحياة!؟.. فهل نتجدد مع قانون الحب الجديد الذي ولد في عمر قارب الخمسين وكل مِنها يحمل قانونه الذي يَخضع له ويؤثر فيه كقانون العهد الجديد في أسفارإنجيل ولِدَ في قَلبينا أم أن قانون  الطبيعة ليس كالقانون الذي يلزم البشر بسلوك مُعين؟....

حَبيبي

هل اكتشفت مرةً مَصدر الفوارق؟.. وكل يوم نكتشف أننا نولد في لحظات الفجر الأولى أبكاراً ولم تلدنا أمهات بل تلِدنا يدُ زمان يَمضي بنا إلينا، ونحن نَقرأ إنجيلاً لم يلمسه سوانا، فما نحن برسل إنما نمتلك ضوءا إلهياً يأتينا مِن رؤية نراها في كل مرة نَلمس فيها الصدق، البراءة والعفوية، وهويأتينا مِن شريعة لا نَملك سرّها إنما نملك آيات الهدى والنور، فنقرأها في كِتاب الله المبين ونحن مستسلمون....

 لقد وحَّدَنا بروح واحدة لن تَعيش في ظلام الهجران، بل سنغرِّد يوماً على قرميد الحياة الأحمر المتوهِّج بلون الشمس...

 ربَّما سنقرع يوماً أجراس كنيسة نجلس فيها لنقدم النذر لروحينا ونحن نَحني الرؤوس استسلاما لمشيئة الخالق الذي وحدنا وكل منا يَمشي في درب حياة مختلف تنوسُ فيه القلوب من سُحتها حتى بكلمة حب تُقال فلا أملك إلا قلماً يكتب رسائل من قلبي إليك

حبيبتك...