من وهج الرمال
من وهج الرمال
مصطفى أحمد البيطار
أذنْ بنا يا بلال... اللهُ أكبر
صوتُ الحق يتسامى يتعالى
فوقَ المآذنِ والهضابِ والجبال
أذن بنا يا بلال ... الله أكبر
....
اخضرت الصحراءُ تراكضت
الغيومُ في الأفق الفسيح وأومضَ البرقُ
فوق الروابي ومن خلف التلال
بكتْ عيون السماء فأزهرَ الروضُ
وماست الأشجارُ وانبثق النور
من سجف الأغصان يعانق الظلال
...................
وهناك بعيداً...
في الشرق و الجنوب والشمال
في كل مكان جنَّ الغيمُ الأسودُ
في عرضِ السماء وارتعشَ القمرْ
وتناوحت الرياح وقصف الرعد
وشبح الموت
خلف في كلِّ بيت أثرْ
والمدفع الثرثار يحصد أرواح البشرْ
جاء الغزاة والطائرات بالحمم
وسار القطيع أمام الذئاب كالغنم
أذن بنا يا بلال .... الله أكبر
....
أضاعَ قدسنا كثرةُ الصمت
و معاهدات سلام
وهناك بعيداً
عيون أبطالٍ أبتْ أنْ تنام
وأمهات تضمُّ الدجى بأكفٍ في اضطرام
تدعو الإلهَ بشفاه في غسق الظلام
وهناك بعيداً
قلوب يعصرُها الأسى في وجوم
تسهرُ الليلَ تسكبُ الدمعَ في أعين النجوم
وجدران مهدمة تتلاشى مع الغيوم
وأصوات مخنوقة تئنُ منَ الكلوم
أذن بنا يابلال.... الله أكبر
....
ضلَّ المسافرون في مسارب الأرض
والمبعدون يحلمون
بسرابٍ في أسى وسكون
ومتى يانجوم؟
تنقشعُ الغيومُ ويذْكُرنا الهاربون
ومتى يرجعون ؟
أذن بنا يابلال... الله أكبر
هناك وراء الضباب نساء يفترشن التراب
وأستار بالية في الشعاب
نسينا في منجل الموت كل اكتأب
لم نعد نخاف!
والمسلمون كغثاء السيل
في الطواف
وفي يد الجزار كالخراف
عمَّ الجفاف
لم نعدْ نخاف! ظلمَ الطغاةِ
والسنينَ العجاف
سيولدُ من رحم الظلامِ قويٌّ أمينٌ
يزرع ُالأرض عدلاً
فتزهر حُباً وتثمرُنوراً
يومَ يحينُ القطاف
لم نعدْ نخاف!
لم نعد نخاف!