جنانٌ يتوق لكفيهم

حسام نصر الله , أبو سراج

خطفتني لحظة وأخرى

في جولة جديدة أليمة ..

في عالم كئيب ,,

الوحدة معالمه الرئيسية

الصمت كياناته الخفية

الجمود ملامحه العظيمة

يسطر أسى اللحظات

بحبرٍ من نسيان الذات

يخربش على أوراقه

بطلاسم الضياع المنسية

يحيط ذاك العالم

أسواراً عالية رهيبة

تمنعك الخروج

لكي لا تلتقي تلك القلوب

تقطعت الأوصال ,’

و تاهت الروح

في متاهات ذاك العالم

فالعين لا ترى شيئاً ..

و الأذن لا تسمع شيئاً ..

أما القلب !!

يا لقلبي أراه يذوب أمامي

يرتعش برداً ويئن ُحرقا

يُكوى بنارِ البؤس

يحيطه أعاصير البعد

ويطفو فوق فيضانات الجرح

فقد بات وحيداً

قد فارقته وناسة العمر

إن استطاع النظر بلا عين

شاهد سرابات معتمة

غير واضحة

معدومة الاتزان

لا تتشكل في أي وصف

بريقها خداع

وصفها يلقي الذهن

في صداعات و صراعات

وإن استطاع أن يسمع

أو ركز لوهلة ..!!

لم يسمع سوى أنينه

وصمت حاله الذي يرجف

و خرير شلال دمعه الذي يخر

من بين نواحيه ليطفح ذاك العالم

ويملؤه بفيضان الدم القاني

وجع أعترى ذاك القلب الحزين

سوادٌ خيم مصرعيه على وجناته

فمن أين النجاة ؟

انه لقاء الأحباب

فيه سرٌ كمين

يلقيه بطوق نجاةٍ

في ذاك العالم البائس

ينقذه من بين فكٍ مفترس

يتلذذ في عذاباته

ويتركه يموت في صمته

وفي ألمه ..

وفي حزنٍ قد ألج أنفاسه

و ضيف الاحتضار

جهز رحاله ليخطفه

حيث لا منتهى من الموت

* * *

لله در العمر

ما له وصفٌ ولا حد

تبعده سنونٌ من اللحظات

تقسو عليه

تضعه في سجنٍ

كبير كمثل الفضاء اتساعاً

يطبق حلقاته بأضلعه

ويلقي جباله على صدره

* * *

فلله لا تتركوه وحيداً ,,

يمزقه ما يرى

يحرقه جمر النوى ,

يلهب خافقه

فلا ينبض . . .

سوى نبضات أنين معذبٍ

يئن ُ خافتاً مودعاً ذاك الضياء

إذ لمحته بكاه وجدك

ونحبت عمرك ترثيه بما ألمه

تراه يغرق في عمق الضياع

يختنق فلا حياة ٌ تأويه

من أخلاف أسوار الهلاك المحتم

فبينك وبينه

جدار البعد ,

و جمر الهوى,,

ولقاءٌ آخر

يبعده ظلام المسافات !!!

لا تدري

شعورٌ يحيطك

من كل جانب

في قرارة نفسك

يعتصرك ألماً ’

في لقياهم تاهت مسارات

و ضاعت خرائط الوصول

تلك التي تلقي ذاك الجنان

بين كفيهم

يقلبوه كما يحلو لهم

فهم رحمة له من ذاك الضياع

صرختك لا يسمعها أي قلب

يحد ذاك الكيان حدود الصمت

تحاول الأحاسيس أن تخترقه

فلا محال .. !!

ولا جدوى ,,

فيسطع نجمٌ من بعيد

لمح ضياعاته

قد أرقه ذاك الأنين المبعثر

رقت سكناته لجمع أشلائه

لترتيب لوحته من جديد ,,

ويطلق سراحه

من اللحظات التي سرقته

و ألقته في ذاك العالم

ليعود إلى الحياة ,,

ويستيقظ

ليخرج ..

ويتنفس من جديد

فاراً من تلك اللحظات العصيبة

ليحمد ربه

ويناجيه بأن يقرب أحبة

لهم مسكنٌ في القلب قد غادروه