مرافئ الأشواق
مصطفى أحمد البيطار
في ضياء ضُحى الفجر أرسمُ لوحةَ أحرفي
بأحلامي العذابِ في كل
صباح يومٍ وليدْ,,
أرسلُ مع ضحكاتِ الشمس رسائلَ شوقٍ لكلِّ
مهجورٍ ومحزون في متاهات
الغربةِ وحيدْ,,
ليغسلَ عنَتَ الأيامِ وجورها وجراحها بدمعٍ
لمّا تجمَّدَ الأحمر القاني
على حوافِ الوريدْ,,
يا دُنيا الأرقِ كفاك إغراءاتٍ لقلوب شفيفةٍ
أدمنتْ الحبَّ لجمالكِ الفتان
في هذا الوجودْ,,
كم تسابقَ العشاقُ لتقديم هاماتهم أمامَ سيوف
ألحاظك وهمسِ جفونكِ
لتقبيلِ وهج الخدود ؟,,
يتراءى لهم في القربِ قوامكِ الفتان
وعبير أنفاسك كحوريةٍ
منْ أهل الخلودْ,,
يا رقةَ حديثكِ العذب يرفُّ النورُ ويتجلى في
عينيكِ آياتِ الجمال والطهر
والسنا والسجودْ,,
يا ملهمتي إلامَ الغيابُ تحطَّمَ القلبُ فما أدري
ماذا يَرومْ,,
لعلك تمسحينَ غبارَ الحزنِ بيديك لتشفى
الجراحُ والكلومْ,,
املئي كُؤوسي بنميرِ الصفاء وعذبِ الحديث
وشهدِ الرُضابِ
للتَعللِ لعلي في دُجى الليلِ
أُناغي بناتِ النجومْ,,
متى تنقشعُ الغيوم ُ؟ ويعودُ النورُ الضحوكُ لقلبي
الذي مازال يلومْ,,
يا سكنيَ
الدافيء !!
يا مرافئ
أشواقي !!
يا عبير
حديقتي !!
متى إلى سكني أعود؟