مزامير بوح للوطن
محمد الحافظ*
الجزء الأول
مزمور أول
( صباحات حمراء )
صباحاتك حمراء ما زالت
وما زال الليل كفنك القاني
ومازلت تتوسد عناءات الثكلى
تنفض رماد حلم أثقل كاهلك
وأنت تحصي ......،
كم......؟
لماذا......؟
كيف .......؟
أسفا ً.......... !!
آهات تقطعك أشلاءا
تقتلك دمعة .....،
تسقط كارثة ......
تنساب على خدّي طفلة
تبحث بين ركام أللعنة عن عروستها
يذبحك احتراق وريقات السوسن ً
تلك التي عشقتها ......
أبناءك ...،
ورودك الغانية اللعوب
يندلق أريجها قطرات زيت ٍ
تضوع منه رائحة موت ٍ
وآثار رصاصة غدر
أعدّ ت لاغتيال صوتك
يالها من تداعيات خرقاء
تلك التي خلقت من الأصابع الناعمة
أنيابا ً .....،
تقتلع ضفائر دجلة َ
وتحاصر أفراح الفرات
مزمور ثاني
( مسخ )
مَن ذا الذي دنس معبدك ...!!
عشتاروت حبيبتك
هرمت ..،
تجعد ذلك الوجه الممتليء
ذبل الجسد المكتنز
فيما أنت تنزف دون حراك
مَن الذي سمح لنفسه
بالولوج إلى فردوسك
من دون أذن منك
مَن أراد لك أن تكون
مقبرة أحفاد .....،
وشاهدة إضغان
مَن لا يتهجى أبجديات الماء
على خارطة عشقك ....!!
ما عاد ليزهر أنجيلا ً
أو يرتل في الغبش قرآنا
ألا فليرتد ممسوخا ً
.................... يا وطني
********
مزمور ثالث
( طائرة غيلان )
ذاك الذي
مزّق
طائرة غيلان الو رقية
يخشى أن لا تكون
نجمة
عاث بمسبحة الله
............. خرابا
فعاد موبون
ينظر إلى عورته
سيثأر منها
أو لها هي الأخرى
تمرد على حبيبته
أغتال جدائلها نزيفا ً
بصق فوق جبين الأرض
أورثته
رصاصة
تمرق من مؤخرته
لتنبت عقدة ًَ
ينوء من حملها
يسقط في مواخير الليل
يتلذذ لعق دم الزنابق
********
مزمور رابع
( مشطوب هذا )
مشطوب
حد نخاع العظم
هذا الذي أشار
بإصبعه
إلى النهر
ليجترع سما ً
يتقيأه في ليل يتاماه
ـــ ننظر إلى المساءات
على أنها إبريق شاي
وقصيدة
وينظر هو الآخر
على أنها
مفتتح لمقبرة ٍ
من جثث تهوى
وأعناق تحز
***********
مزمور خامس
( أمنيات خائفة )
بخوف دائم
تكحل عين الفجر
بكسل مفرط
توميء لأمنيات ٍ
علقت إلى حين
تغازلها برائحة الندم
أحداقها مرا فيء
لقلق ٍ يسترقه الضجر
أيتها الناعسة ....،
عودي لأحلامك
يومك هذا المرتجف
خلف النافذة
يؤنبه
موعد
يرتديه بياضك
********
مزمور سادس
( رائحة الدم )
كالعادة .....
أستيقظ من نومي
لأراني
مجبولا ً
برائحة الدم
...........
كالعادة .
تطالعني أنباء الساعة
عن مفخخة
في سوق ٍ مزدحم
انتحاري
بحزام ٍ ناسف ٍ
أو عبوة نصبت
بشارع عام
الموتى ...،
لا حصر سوى
رقم أعلن اعتباطا ً
..........
كالعادة .....
أنظرهم
أجداث موتى
فأراني استثنائيا ً
في حقل الألغام هذا
*سيرة ذاتية
محمد الحافظ
- تولد العراق – ناصرية – 1955
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب في الأردن منذ عام 1996
- عمل رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار
ــ عضو رابطة شعراء العالم
- نشر العديد من القصائد في الصحف والمجلات العراقية والعربية
- نشر العديد من المقالات والدراسات النقدية في الصحف والمجلات العراقية
والعربية
- مجاميعه الشعرية :
مذبحة الغبار – 1996
مر مدة الفراغ – 1998
جاء متأخرا ـــ 2000
رقيم الأرصفة – 2004
طائر يتهجى نواميس الحكمة – 2006
- الدراسات :
- ( عشائر طي في التأريخ ) كتاب في الأنساب – 2001
- ( جدلية الرفض .. الصلة التقريبية بين الدين والشعر ) 2006
- له مشاركات في معظم المهرجانات الأدبية العراقية
ــ اختير من ضمن عشرين شاعرا ، يمثلون المشهد الثقافي العراقي ما بعد سقوط النظام حتى عام 2006 نشر في مجلة ألواح الصادرة في مدريد في عددها 21 – تموز / 2006
- كتب عنه الكثير من الدراسات النقدية منها والبحثية لعدد من الدارسين والنقاد.