كبرياء عاشق
سمير جميل عبيد /عمان الأردن
قالَ قاطعاً صمتٌ ران طويلا
كفاكِ وهماً وتريثي قليلا
فلستُ أراكِ في بيتي
وأنتِ التي ما سكنتِ إلا قصورا
فمن كان له ريشُ النعامِ فرشاً
كيف يرضى بالفراشِ حصيرا
ولستُ أنا الذي يرضى
حباً به قد يعيشُ كسيرا
صغيرتي أنا رجلٌ
بعزةِ نفسي ملكتُ الكون
وإن بدوتُ بمقياسِ الأمورِ فقيرا
قالت
أكبرتُ فيك قولاً ولكني
في الحب صدقاً
لا أراكَ جسورا
فما تقولُ كالموتِ غرقاً
ودونك طوقُ نجاةٍ
على خلاصك لا تراه قديرا
فما الحبُ إلا مخلصاً
وصعباً به يستحيلُ يسيرا
قال فاتنتي
كنزيَ الصدقُ مع نفسي
ومعها الحسابُ شائكاً وعسيرا
وأملي إن نظرتُ بمراّتي
ألا أرى رجلاً صغيرا
قالت إني احبكَ
تعال نعلنها
وأنت أدري تحبني كثيرا
فلا تجعل متاعاً يزولُ حواجزاً
فالمنتهى لكل الناسِ قبورا
قال
لسنا من الماضي السعيدِ أميرتي
ولستُ أنا
من الزمن الجميلِ أميرا
فزمنُ الفرسان ولّى وانقضى
وبيضُ الخيولِ بهذا الزمانِ أسيرة
ولستُ أدري كيف ستمضين معي
وأنت معتادةٌ مقصباً وحريرا
قالت حبيبي
لستَ ذا ترفٍ أدري
ولستُ التواضع أدعي
لكني بصدقٍ في الحياةِ
أراكَ قدري
وحالك بحمد اللهِ مستورا
وإني بما تقولُ فعلاً
بعيني أراكَ كبيرا
قال ستأبى سفني الإبحار بشراعٍ
وإن هبت رياحُ اللومِ يوماً
غاص مكسورا
نحن بزمانٍ سيدتي
خبا صوتُ الأصالةِ فيه
وعلا صوتُ البهرجُ الخداع جهورا
فدعينا نكف الخوض في حبٍ
وضوح الشمسِ أراهُ ضريرا
قالت
دع الأيام تجري بما تهوى
فما أنت بما سيجري خبيرا
وذاك الذي وصفته أعمى
بالعزمِ أملي أن يكون بصيرا
قال لستُ أجهلُ مأساتي التي أحيا
بين حبي ممزقٌ وكبريائي
ولو كنتُ لا أدري نهاية أمري
ما كنتُ للظنونِ أسيرا
فدعيني أمضي بقية العمرِ مكابراً
وأملي أن يكون
قراري منك معذورا