همسات عائدةٍ من رحلة الإيمان

همسات عائدةٍ من رحلة الإيمان..

آزاد منير غضبان

[email protected]

الصف الثاني الثانوي

(1)يا لذلك الصمت المهيب رغم كثرة الزوار..

..عرفة..تمنيت أن تستمر دهورا لأبث فيها كل جراحاتي..وأرتل فيها أدعية حرى ..تنبيء عن فجر لحياتي جديد..

عرفة ..والقلب مشحون بأنواع الرضا ..والحمد ..والبكاء..والحب..والذل..والحنان..والرجاء ..عرفة..ضميني بين ذراعيك..لأقبل أرضا جلس عليها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

عرفة ..قولي للرائح والغادي ..بأنك شيء من وجداني ..بل وشيء من وجدان كل مسلم ..عرفة.يا لسعدك..بتراتيل (لبيك)عندما تصدح مخترقة كل حواجز الكفر والطغيان ..مخترقة ذرى السماء ..لتسمع الأصم ..ويسعد بها المسلم..حتى ولو كان بعيدا عنك..

(2)وليل ترقص بين أستاره شعاعات ضوء لا نهاية لها ..والسماء تحمل قمرا ذاب بمنظر رآه في جمع أتى ليعبد الله .فيصور منظرا مصغرا لهذا الكون ..الذي سخر لعبادة الله..

في مزدلفة: يحلوا لنا الذكر كما  هدانا الله..والكلام عن هذه الرحلة العجيبة ..والطعام للتقوي على إكمال الرحلة ..فنعيش في أحضان أبت إلا أن تكون غاية في الحنان ..فتعيدنا وترسم لنا الموقف ..عندما جلس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم..فتهفت المشاعر وتطمئن النفوس وتدمع..لتعانق من جديد ذلك الظلام الذي يولد بداخله ومض كبير من نور..

(3)أسير ودربي أنوارا    وضياءا وسنا ومنارا

في الحرم أبث تراتيلي تزدان بدمع قد سارا

وجلال الكعبة يلمسني فيقشعر بدني إكبارا ..

والعين معلقة ترنوا لجمال فاق الأنظارا..

(4)عند جبل الرحمة دبت السكينة ورأيت في عيون الحجاج فرحة غريبة ..رأيتها وكأن القلوب تطهرت والذنوب تقاطرت مع تقاطرت مع تقاطر دموع الطهر على الوجنات الظمأى وعلى عرفة .. الأرض العطشى ...

وكان الوعد الحق وتجلى الله تجليا يليق بعظمته وقال :

((أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ))

عند جبل الرحمة ...كانت الرحمات تتهادى مثل حمام حط على أجفان غيمة..ونام بداخلها

(5)تذكرت أبياتا لأبي وجدتها بين أوراقه القديمة المبعثرة ..وقد مضى عليها خمسة وثلاثون عاما وهي جزء من قصيدة فاضت بالشاعرية قبل الشعر فأحببت أن أكتبها في خواطري:

ومضيت ثم أمسكت برأسي ما أرى في الجبل؟

جبل صار أناسي من السفح إلى ذروة تلك القلل.

لم أجد لي موطئا إذ قد تأخرت عن الركب فلي

في إلهي أمل يغفر لي رباه حقق أملي.

إنما ينظر في هذا  المكان ليغض الطرف خوف الكلل

هذه الأفواج ضجت بالندا هذه الأمواج قرب الساحل

كلها تبغي من الله بأن يعفو عنها مثقلات الكاهل

أيها الأكم وداعا كدت تجتث فؤاد ي فامهل

أيها الأكم وداعا فيك أودعت خطاي ،زللي

رحمة الله تجلت فالوداع موعدي في قابل

(5)نحو المنى نمضي بعزم الصابرين 

فيها المنى والسعد والحب الدفين..

نم يا رعاك الله في حفظ الإله

ثم انتظر خيط الصباح المستبين

قم وانطلق نحو الجمار ملبيا

ومكبرا فهناك للقيا شجون..

خواطر ثارت في رحلة الإيمان ففاض   بها قلمي حروفا أبت الإنقضاء.أسأل الله أن يعيد هذا الموقف علي  وعلى كل مسلم.