هو العيد...

صالح أحمد

[email protected]

هو العيد يا صاحبي ؛ قم بنا نخلع الحزن؛ نعتمر الغيم في أفق ما نعيش ...

هو العيد.. فالبس مزايا الأمنيات؛ وانتظر زهو العشيّات الشّريدة...

هو العيد.. فانتصب في قالب الذّكرى صبيًا من مواعيد شقية؛ وامتيازٍ من خيالٍ وعبق...

هو العيد.. فارحل على جناح فراشةٍ ما عاد للريح خروج من مخاوفها؛ وذاكرة الأرق..

هو العيد.. فالبس حلم طفولةٍ تتسلّق الآتي لترجم في لون المستحيل..

هو العيد... فاشرب دمع ساقية؛ وهزّ إليك أوجاع النخيل ...

تُرى.. ماذا وراء تهاليلنا؛ والفجر يوغل في الرحيل إلى محاريب البداية؟

أيظل يمضي للجفاف نشيدنا؛ ومواسم الإشفاق تحجب كل ما يحكي الأفق؟

عالجت صمتي بالرحيل إلى تعاريج الحكايات... فعدت بلا يقين

ظِلٌ؟ أخالُ بأنني ظلٌ .. وللظلّ ظلٌ ... مثلما للصوت صوتٌ؛ وبينهما الحنين، أو السنون

لا فرق؛ لا فرق...  يمتصني الظِّلُّ أو أمتصّه؛ أو نمضي معا... لا فرق!!

يمتصني الصّوتُ، أو أبلعه؛ أو نَنسى معًا أنّ للريح مخارج..

ينبغي، أو لا ينبغي أن تُسَدَّ ... ليمضي صوتنا المجروح نحو الآه في عمق الحكاية...

هو العيد يا سيدي.. يوقظني، وكما يوقظني جرس النبِّه كل فجر ....

وأمضي إلى حيث يمتصّني موتِيَ اليوميِّ .... وأدعوه: تعب!

هو العيد يا سيّدي.. يستلني؛ وكما تستلني زمجرة الأفواه..

لأمضي إلى منفاي عن عمري ... وعن احتياجي لأفق...

هو العيد يا سيّدي يأتيني وحيدا... ليطرد ليلي عن تباريحي...

فالليل لا ينفك يصغي لظنون الشاحبين ...

ترى... متى سأحن لشيء... ولا يصرفني عنه احتياجي لأن أكون ؟!!