تمثال الغرق
سعيد بودبوز
إذا أصبح الظمأ خبرا لم أكنه
وأمسى الريح كلاما لم أقله
فهل يرويك مداد نيلي
وأنت صمت رمالي
تواريني يأسا كاملا من السنين
أيها الشعر الحافي
هل من جبل سواك
تتسع مغارات ليله
لطامة بوحي الألف
يقال ولا حجر
من جدار الصين يدري
أنني ألتفت حولي
بين عشية ومحو الغفران
من صكوك الصباح
لكن الجهات قطيع من الركض
تضمحل قبل التاريخ
فأميط فيلقا من الوراءات
عن خندقي إليكم
وأنتم شموع تبكي الحريق
وتسبح في ضريحي
بحمد التراب على ابتلاعي
والملائكة تصفق
فتهتز قاعة الماضي
هناك خارج أسوار الليل
نعم
أذكر الشيطان حين مزق وضوءه
وكسر صلاة من الزجاج
على رأس الفجر
وها صراخ النهار يتعالى
مع دخاني سطورا
يقرؤها سحاب دجال
فتنهمر دموعه
على مآق العلى
ولا شيء تنبته ذكريات أطلسية
حرثتها على سفح الغد العتيق
والربيع يقرع باب الحزن
في وقت متأخر من الجنون
أذكر أعراس الفلاة
وحشة تلوى غروب
ترقص لعبوسه تلال النفس
خلف ستار المسافات
حيث تزاوجت الأزمان
مع نوبات الخذلان
أرى العمر يمتطي ذبوله
وأنا من الطين أنتظر
أن يخلق لي الرب
شريكا من السراب
هل من بحر سواكك
يلتقم هذه الشطآن اللذيذة
مع بخار أسراري
وأنا تمثال الغرق في فنائك
يطوف بي حجيج من العبث
متقربا إلى قاع الذاكرة زلفى
من لي غيرك
إذا انطفأت الشمس على طاولتي
وارتد الشطرنج حظا
من جديد وحديد
ينعق في حضيض السماوات
وغربان الأرض دهور
أمتطيها إلى حظيرة الفناء
حيث أعتلي من البدايات فراغا
لأحكم بالصمت
على سقوط الجدران
من لي غيرك
إذا انطفأت الشمس بغتة
وأنت أبدٌ ليلي
في قاع ظلامك المخطوط
أخبئ بقايا حلم آثاري
سوف لن يذكرني
إذا التأم يوما