من يشنق الشموع

منير مزيد

أنا منير مزيد

ولدت في غابات اللوز والزيتون

في أرض أنجبت كل الانبياء

أنام في ردهة السماء الدافئة

خلف وجه القمر اللامع في بهو الروح

ومن هناك أصرخ :

أرحلي...!

وأغني :

تطفأ مصابيح مشكاة

أثقلها ضباب ورماد في القلب

قمر مطعون في الظهر

مرثيته تخط على جدار كابوس

يحاصر شموعا

تكاد تضيء...

يشنقها بحبل أكاذيب من مسد...

 

أنهض.. أنهض

وحوش الظلام

 خفافيش الموت

تبحث في العتمة عن أحلام تذبحها

والدم المسفوك على عتبات البيت العتيق

ثلج حار

يتكور أغان للألم

دموعا

نارا

يحرق وجه اليأس

وقلب الخوف....

 

آه.. أيتها الشياطين الهاجعة في ممرات الهاوية

توقفي...توقفي

شمعتي

شمعتي الوحيدة

والأخيرة

 في الظلمة

تصارع الموت والريح....

غبار الأمس يتلاشى

في دوّامة الرغبة

والريح تعوي هناك

وعصافير الثورة ما ملت الغناء

وما يأست تطرق باب الحرية

وما شبعت فراشات الشعر ارتشاف رحيق الكلمات

وما ارتوت بعد أغصان الزيتون ارتشاف المطر

دع الشيطان يرحل

ويأخذ معه كلّ إغراءاته

تاركا مسكنه يحترق....

هيئي في البرية طريقاً

طريقاً لسطوع الشمس

 فالإمرأة الحزينة

 التي تحترق بعاطفة الحنين

تتحرر....