بين جدارين

بن يونس ماجن /لندن

[email protected]

لا تزال المحرقة الاسرائيلية في غزة

 تنفث سمومها الفتاكة

وكلابها المسعورة تنهش الصبايا البريئة

والشيخ المصري الطاعن في الخذلان

الشريك في الجريمة والعصيان

منهمك في بناء جدار العار

بصفائح فولاذية يغرزها في أعماق رفح

 ولا عزاء للمشردين

ولا للمظلومين

 ثمة من يقف على باب الرحمة

وثمة من يحمل نعشه على كتفيه

لتفادي الزحمة

كل عام وأنتم بخير

أيها المحصارون

بين جدارين

وبين نارين

 بأوامر السيد المطاع

يشيد العبد  الحقير

حائط المبكي الجديد

طمعا في رضى اسرائيل

ومغفرة من عم سام الذليل

 أهو جدار فولاذي

أم نصب تذكاري

لفرعون العصر

أم درع وقائي

من الأطفال الرضع؟

 يا وريث عرش مصر

ابني حائطك الفاصل

على أنقاض وجثث الصبيان

وسد منافذ الرزق

في وجه شعب أعزل

ومثخن بالجراح

 يا ليتك لو تعلم

بأن العصافيرلا تنهزم أمام الجدران

فهي ترفرف فوقها

مهما تمادت وتعالت

وتحلق في أعالي الفضاء

وتتموج في منعرجات السماء