عبير ابنة بسام العرامين

عبير ابنة بسام العرامين

تُبعث في ملاحقة قنَّاصها

خالد كساب محاميد

– مخيم العزة – بيت جبرين

[email protected]

أثناء عودتها من المدرسة في الوقت

المدرسية ، في قرية عناتا الفلسطينية

يحمل الجهجاهُ* فخذا من شواءٍ

والزرازيرُ * اللواتي تشتهي ملحا على قوت المَدافع

تنتقي بَدواً يقِدُّون الشهيد المنزوي في لحمه الغضِّ الفلسطيني

لمضغ الاحتفالات التي تستهلك الوشم المسمّى "الإنكشارية"

لماذا تُعِدُّ الأمُ في لقمة الغاز التي تبصق الموت،

الدوالي وعكُّوبَ البراري من الشال الذي تحتمي

فيه العذارى لعرس ٍ والتواري بحرفيش.

على ملتقى العكُّوبِ في قوتِ الذين اسْتُبدلوا بالمرايا

خلف أسلاك أفعى الطاغية

يُطلق السهمَ الذي غلفته الأمُ بالزعتر المسفوك

في قول بسام الذي لم يجد عنوان

إسراء حقِّ القافلة في مسار الواد

إلا بقدسٍ لا تساوم على أرض القبيلة.

تئِنُّ السرايا عن أبٍ لا يُعِدُّ الصبحَ أكفانَ أبناءِ العشيرة

وفي العصر الذي ينتهي بالآية الحالمة يفضي بسرٍ

لأمٍ تكتوي من فراق الابن ذاك البعيد الذي يهتاج للصوت

الذي يشتهي الموتى على أغنيات الجند في أرض تسمى عناتا*

"أُبيهم على تعداد أكفان شعبٍ يلتقي أمَّهِم

يقتات حلمَ الشهادة وانتصار الهُوِيَّة ْ"

والأب المنتظر ابنه المقتفي إثر لوز الوطن ينتفض :

أنا اليومَ استحالات ٌ لأنْ يصحو سراب الوخز من جرح الهزيمة

خطاي الواثقة تقوى على الأرض التي تُعطي لمن يهوى سراياها

أنا مَنْ مثل ألحان العصافير التي لا تهجر الأزهار في وادٍ

يصبُّ السيل في قلب ٍ تسامى كلما نادت شِباك العين

طفلا ينثني قرب الشهيد الواقفِ استئذانَ أمٍ

في وداع العُمْرِ نوراً كالنيزك الملتهبْ.

بماذا تحيك الأم في دالية الكرمل غطاءَ العروس الصائمة

عن رصاص الجيش في رحلة الفتيان للقنص

في أبناء الرام والوادي الذي يحتمي بالقدس؟

بماذا تعد الأم في قريةٍ أبنائُها يبصرون الجندَ

تمتص قربان الضحية ، توابيتَ الشهادة

وأكفانَ المضاءين نورا والقداسة؟

نكتفي بالتمني لأمٍ تنادي بنيها لعرسٍ

يقيم الأغاني لإبنٍ أقام المراثي ليوسفَ* النعلين فيض المراعي.

أعدّي تراتيل يوم الضحية

لنعلين أبقى جنود العشيرة شهيدا يدوّي بوادٍ لأم القبيلة

وغني لأم الشهيد الذي ابنك البار أرداه طيب الشهادة

وعرسٍ تلوكون فيه الرصاص الذي

غلّفته الصبايا بحلوى عروس الدماء.

زغردي يا أم جنديِّ الرصاص الشاهر استسلام

سيف الشاربين المعتلي رايات بيع الشفة العليا من السلطان

أو سر القبيلة وارتفاع الهامات بين الشمس والآيات في بيد الصحاري

خذ من دمي يا ابن ساجور لون النكهة الوردية القاتلة

كيلٍ من الألوان يبني فراش الرقصة السكرى على مقتلي

واهد ِ العروس الواقفة في رف أنغام الغرام الشَعرَ من رأس الشهيد

"هذا فداك ؛ القنصُ في حقل الفلسطيني كجلياطٍ ؛ ينوب الأوسمة

تَجِزُّ الشعر من رأس الفلسطيني

وتتلو الفاتحة للأوسمة والمأدبة

في حضرة الإنشاد للأزرق

خذوا مني دمي واستقدموه البئر في حفل الطقوس الانكشارية

على ميزان صوتي ألحقوا دفّاً يقود

الجوقة المستأثرة بالمجزرة.

على وقع الطبول المُنْهَكَة

رشوا دمي فوق المواويل التي

ترنو لقتلٍ يعشق الإبداع في لثم الجماجم

وادبكوا في صرخة الموتى

هنا في عناتا* نغفو على شمع قبر الشهيدة.

على داليةْ تغزلُ الأمُّ شال العروس الجميلة

وفي أكفان فيض الشهادة نُحَلّى بعطر الغياب السرمدي.

لحرفيش نسدي وردَ الحديقة وزهر الضيافة

وفي قرية الواد نعلين إكليل وردٍ لنعي القتيل

تعالي وانظري ثكلى البطولة أمَّ طفل الشهادة

يُري الجنديُّ في حرفيش شَعرَ الابن تذكار حفل المجزرة

ويتلو آيةً من "سورة الزلزلة".

في القرية الواقفة في كرمل المُنْتَهَى

كالسُدرةِ عينها قلبٌ لحلم الفلسطيني

تغني عِسِفيا في تراتيل أمٍ لابنها

حول طابونٍ تُعِدُّ الرغيف الساخنَ المشرئبِّ

الزعترَ المرتوي بالدمعة الساخنة ؛

والقلب يشدو مع الدبابة الرابضةْ

حول القلوب الفلسطينية المستعدةْ

للغياب الألهي الذي يستقي من

حافلات الشهادة درب حرية اللوز الربيعي.

وأمُّ الحاملين اختيار الأرض؛ للذود عن أطفال أوفى

صباياها؛ الذين استهاموا بالتراب الذي يصبو

تُخبِزُ القمحَ والمقلاع في حفرةٍ تصطاد

تاريخ طابون العرب والمذاق الزعتري

في رغيفٍ ينشدُ الدمعُ فيه الإنتفاضة ْ

في قلوب الرافعين المشاعلْ

للتصدي لدباباتهم في عسفيا

هيا تعالي على دبابة الإبن واقتاتي

منَ القنص في منظار تصويب رمي البندقية

ومُدِّي لابنك الطفل أهدافاً تلوكُ القلوب الصامدة

حول نعلين المحاطة بألفٍ من عناتا الابية

هل ترين الطفلة عبير تروي لأمٍ خلف ميراثِ زيتون

الشَجاعة عن طيورٍ تحبُ الرياح الدافئة والمهام المدرسية؟

جربي إتقان جندي الرضاعة

سيصطاد الضَنَى والأمَ في طلقة لا توأمٌ يقتادها

لم تكن أمي تُحَلِّي السَكِينة ْ في هجوعِ الليل

إلا برؤيا فاطمة تبكي عَلِيّاً يباري الريحَ في بدر المهاجرْ

ليرنو من قلاع الروح تلك التي تبني الكرامةْ في بيوت المعروفيين

ما لكم والقتل في قلب طفلٍ يرتوي

من لفظِ سرٍّ قبيل الغيب* يُبكِي فاطمة ْ والسماء الواجمة

ألا يكفي طريفَ التجاويد الوقورةْ مُخاضَ العينِ

في الناصرة وأمِ فَحْمٍ على قول المبادرة*

أعيدوا إذا فاطمة للخلود الذي

حَمَّلَتْهُ الحروبُ الجراحَ التي ارتوَت

في أُحُدْ من جبين النَبِّي.

واتركوا مهنة القتل للإنكشاريِّ

واستبدلوا بنادقكمْ بالسرير الذي استنفرَ الهجرةَ

في عليٍّ ينوبُ نبيَّنا القرشيِّ ؛ "يؤذيه ما آذاها"

هذه البلدةِ المستعدةْ لقضم التواريخ في رحلة الاسم عناتا

لن يقتضيها سوى عتق بنت النبي التي تذرف الدمع

من قبضة البندقية ومرمى القذيفة على خزنة الوالي.

وتبقى على حافة الوادي ترمي في الجنود الجلف

شذا الحب للأرض والموطن الشامخ

المهتدي بالبراق المُغَنَّي

بآيات نصر الفلسطينيين.

الجهجاهُ – جندي مسلم خدم في الجيش الاسرائيلي

الزرازير – قرية يقطنها بدو الشمال*

يوسفْ – الشهيد يوسف عميرة

أحمد – الشهيد أحمد موسى

قبيل الغيب – موت رسول الله حين أفضى بسرٍ لابنته فاطمة والذي قال عنها "يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها"

المبادرة – لجنة المبادرة الدرزية التي ترفض التجنيد الاجباري