الجدار الفولاذي، أعني به الخيانة
الجدار الفولاذي، أعني به الخيانة ..
منيرة سعدة خلخال/ قسنطينة/ الجزائر
" كيف لأحد أن يتصوّر
حبّ من يرى
لمن لا يرى".
الشاعر: عبد الله البردوني
لا دراية للخيانة بما تعنيه
في مجمل الوقع . .
بشراهة تنصبّ في أفواه
الأعين المصوّبة بما يستثيره
الحقد الأسود على ألوان
تحجبها الرؤية..
الرؤية المقبرة في طيّات التأويل . .
"خير إن شاء الله" . .
لم تعد واضحة،
لم تعد طالعة من حجّة القلب،
لم تعد سانحة كفرصة الحياة . .
تبتدئ الخيانة من منتهى الرقّة
تفيض من يد الياسمين العذب مبتسما
في وجه الصباح ، مرفرفا بالتفاؤل الصعب
إزاء ما تخبئه الريح من مستجدات العاصفة . .
و لا تنتهي الخيانة بتبرير ما وقر في مهجة الأرض
من وجع . .
لا ينطلي عليه شوق السؤال المضني . .
الخيانة محرقة النوايا البيضاء،
لا سلام لها،
لا أمان لها،
لا شيّة في مستطاع ممكنها !
يكتب فيه الزمان ما تشتهي الضرورة القصوى
من وجهة ظرف . .
قال: أسمائي أولى بالرفيف . .
البرّ برّك،
والبحر بحرك . .
وهذي الرواحات لم تعد مبتداك
تخذلك في طموحات الغربة
/ باسطة أكفّها/،
تنام ملء الموت،
ولا تستيقظ في روحك
غير موجة الوقت
هادرة بالرحيل الحميم . .
أزفت المحبّة،
مرّ ما تبقى في وريد الناي من حنين . .
يهدهده في تنّور التيندي
شروخ المسافات،
تنزاح مرة أخرى إلى ومضة النسيان الجارفة . .
حريّ بك أن تعود
قالت: " شوكة بالروح توجعني
وأعبدها" . .
وأنت تعود إليك
من " رحلة الشتاء والصيف" . .
من جهات أسلمت لملاذك
ما أسلفته للسّهو
من أنهر امتدت إلى مجراك
بعد تيمّن بالأحجار الرابضة
بقعر التفكّر
من صفاء الكشوفات ينبع
من حرائق لا تحتمي إلا
بحقيقة قلبك . .
هب أنك لم تذهب،
لم تتجه،
لم تأمل،
لم تنظر في مرآة السراب . .
هب أنّك لم تخنك
حين رجوت سواك
الكينونة أنت
وحدك مجتمعا في وحدك
منفردا فيك
متفرّدا بك
ماثلا في سحر رؤاك .