النَّبي الغاضب
رافع خيري حلبي
دالية الكرمل بلد النور – حيفا
- 1-
في غابة الشَّجر اليابس
يتكلم الشَّيطان
يداعب أفكار الصغار
تهجر العصافير ذلك البستان
تهجر خرافات الصَّياد
إلى الأمسيات قبل فوات الأوان
قبل أن يحدثنا النبي
عن الشقاء . . .
عن الثعبان . . .
أنا إنسان ولد للشقاء للعذاب
سرُّ شقائي هي ! . . .
وعذابي وجودي في هذه الأيام
ماضيَّ آلام . . . ,
حاضري آلام . . . ,
فما أدراكم ما يخبئ لي القدر
من الشقاء بالمجان . . .
* * *
- 2 -
موسم الثلج قد انتهى
فانتظري مواسم الثلوج القادمة
لتسافري لترحلي
على عربة تجرها الكلاب . . .
مزينة بستائر الموت
تفيض منها روائح الورد
والعطور . . .
أنا أقدس روائح الورد والعطور
على مداخل بيتي
رمزا ً لمشاعري . . .
ومحبتي . . .
التي لا أزيف فيها أيِّ شيء
كمشاعر المقدسين من الأنبياء
كمشاعر النبي الغاضب . . . !
- 3 -
في عيون الليل
عيون الشَّيطان
يهتز القصب الذي لا يفسر في القصائد
وينتظر السَّجين بقايا الكلمات
لتظهر الحقيقة
ويزول ثوران الدَّم في القلوب
نستبشر قدوم المسيح في الأحلام
قدوم الخير في حكايات الكبار
على الكرمل سيتم اللقاء
وتنتفض الأرض ويهداء النَّبي الغاضب
ويملئ المكان بالحقائب
نرحل ونمحى الآثار عن الطريق
كي لا يعرفون اتجاه سفرنا
إلى أرض الغرباء . . .
إلى المنفى . . .
إلى المكان المهجور
يصله الأبطال ولا يعودون
على أجنحة الزمن
تسافر الوجوه
تبدد الآهات في الآفاق
تبدل الضجيج بالسكون الرهيب
كـَرَهْبَة ِ الأنبياء . . .
* * *
يطير شعرها في الهواء
كأنه حكايات اليوم عن الأمس
يقول لي : " أنا هنا لا تفعل كما فعل الأبطال
لا تترك قريتنا وحيدة
ولا تضيِّع الفرص "
وفي نهاية القصة
تدقُّ الأجراس وتقرع الطُّبول
يصرخ النبي الغاضب
فلا ينفذ حكم الإعدام بالسجناء
ولا يُحْمَلون للمنفى
فتكتمل لوحة الرَّسام الأولى
عن كلمات ضاعت في دوامة السنين
على مياه البحر الزرقاء
وصخور الجزائر المتروكة للأنبياء . . .
والغربان السوداء . . .