أبي في الشعر

محمود أبو رمحين

[email protected]

أين أنتَ يا أبي.. أين الرحيل وأنتَ بيني..وبيني

بين رؤوس عظامي, بين مقدمات كلماتي

بين شقق  دهاليز العشب المأهول..

أين أنتَ لتأخذنا إلى بيتنا في حي تشتاق

الذكرى لذكرانا..

يوم تنام ألأعجوبة في حضن ألأسرة

ولا تستيقظ إلا عند سفر المهاجر, فيتأجج

حامل بندقية المعبر وغباؤها كاسمها ممنوع

من اللاوجود ورحيلك يزيدها جنونا وجنونا

وجنونا..

في طيات حقبة مفتونة بأكاذيب ممنوعة

عن النشر, بالتوحيد أو بالماضي أي ألم

أفضل..

ألم تنادني باسم الكواكب التي أنت

لست منها, أنت لست منهم يا أبي

أنت لي..

أين أنتَ يا أبي.. أنا هنا ،أترى ظل جسدي

النحيل يداعب ما أنزلته مرارة الشمس

العمياء في ظهيرة يوم مشئوم.. أتسمع

صوت المظلات تفتح ولا مطر ينادينا..

حرارة الموت أخذتني ورمقي الأخير

بعيدا لجولة أخرى عل السماء في

حين تنتج الربيع.. أكون قد مت

من جديد..

كسائر الحدود الطبيعية تمتد ثقافة

الوجد المشروطة ولا تأبه الرحيل..

مدركة تلك الحفرة أنني يوما سأعود

لكي أرابط وحدي وأخلد إلى نومٍ

أنساه تارة وأتناساه أخرى..

لن تكون السعادة حكرا على

أحد بعد يومي الأخير هذا, فليت

الزرع يتوقف عن أحزانه الكلاسيكية

ويتابع معركة ألنسيان.. ألتي بدأتها

فوضوية المشاعر المكتوبة بحبر ألإبريز

و أناملي هذه..

أبي, ما الفرضية بأن ترحل وملايين

العيون, تذرف بحور الدمع المارد

لا يسعه قدر و أقدار الرب متشبثة

بكَ.. ترسل بمخالبها اللولبية إليكَ

وتعانق بأنفاسها رحيل أمواج فلسطين

العاتية..

فنار عكا وأسوارها

صبار البروة وشوارع

المنصة التاريخية

المتراكضة كأنثى

تتأمل إنسانيتك

وإياي

بيت القصيد وابن آوى

ومذكرات مراهقة

تتنفس ملامة أشعار

قارئيها, لنبذ المزيد

من تراب الشيطنة الممسوخة..

نبع العين ينتابه الضجر وملل العود

مستاء يمزّق أوراق الجريدة

حين يضعون صورتك واسمك

وجرح قرانا, أمهاتنا, أطفالنا..

على غير عادة في صفحة من

غدر بهم القلب وأهداهم طعم

الرحيل عن هذا العالم..

فأين الرحيل وأنا في طريقي

إلى أطلال  مكومة فوق بعضها

من حبر القلم إلى  ذكرى إنسان..

مجتمعة في مجلس دائري, وفي

كل مكان تضع لافتات كتب عليها

ليس للغرباء مكان.. ليس للغرباء مكان..

ولست بآخر..

فأنا تلميذك ألون أفكاري

بعيدا عن أشلاء ضحايا الأسر

 بجانب الثريا أحاول مزاولة

ما بدأتَ به من عقود..

أين أنتَ يا أبي.. أين الرحيل وأنت بيني.وبيني.

بين ألحان وموسيقى الأجيال.. بين لحظة من

عمر توارى عن ألأنظار..

 أين السلام في حضرة الغياب و الغصن ألأخضر

أين العناق.. أين أنـا, وجمالك المدرار..

في ذكرى وفاة محمود درويش الأولى..

تم العمل ب 8-8-09 ..