صوت الوطن المسافر
رائدة جرجيس
كأنهار الشمس تعال
وأغزٌ ثلج أيامي
بدفئك الحنين
ففجر أيامنا ضباب
تحيطه فراشات المهزلة
ما عادت الوجوه تعنيني
مذ غطى النزيف دروبنا ياقوتا
كأحزان الظل إذ تقمص
فرح الهياكل
أمد يدي لأنزل
المآذن واصرخ فيها ...
عراق
عراق
عراق
واقلع أجراس الكنائس
لأقرع حلم المهاجرين , حلم المغادرين
حلم التائهين ..
نمضي.. وتمضي بنا الحسرة
وكالزبد تتكسر أحلامنا
بين جرف المنافي وجرف الوطن
ومواسم الوطن انتظار
خضراء ربوعهم, صفراء نفوسهم
نبيذ الأحرار يصبغ
فؤوس أصابعهم
حناء
عار محكوم بالرذيلة
والبراءة تهمة الانتحار
يبتكرون علامات الاستفهام
بمكائد السؤال
لتصدح اندحارات صوتهم المهزوم
سطورهم مطفأة
كضالات أمانيهم
يضعون بيوض العقارب
في أعشاش العصافير
ليجهضوا الوعود
بالضياع والشكوك
لكن هيهات ..
فصوت الوطن المسافر
قادح بالرجوع
وسنمد أوردتنا قناطر رجوع
فبحرنا الأمان
وبر اللصوص الخيانة
وفي النهاية
لن يصح إلا العراق
لن يصح إلا العراق