مروج من ضياء حزين
نائلة خطيب – عودة الله
سينام دمي
على جانب الزمن الدافئ في أعماق الأصيل
ملتفا بعذوبة صنعتها يداه يوما - لأجلي
سينام دمي الحار الرطيب
في سكون الكمان المجرد من أشكال السلالم والأدراج
في منبع ساحر يسكنه صوتٌ لازورديٌّ
صرخته عيناي من عينيه يوما
وكان غنيا
بكلِّ ما فيه من صور وأمواج!!
سينام صوتي
كنجمة صغيرة تصدحُ من جوفها شموسٌ بلا مدار
كالأسى الباكي متماهيا في لحن الجناز
بلا نهار
ستنام روحي- وأحزاني الكثار
على ضفاف سكونك الدّجي
وأنت ترنو- من برجك العاجيّ
لتبلل شفتيك بالماء
ستنام قافيتي وسطوري
عاشقة
دون حساب للحرف أو للوقت
ستنام خواطري
في حنايا بسمة لا تعين مكانها السنين
في قيظ رحيق بائس
سوى قبضة – من - سعادة
سوى سلامٍ خريفيٍ خالٍ من الخوف والجنون
في مروج
من نثار ضياء حزين
هو حزني
بلا جفن ولا وسن يغشاه ولا انطفاء
لي أنا...
ما أمرَّ وما أحلى ...
" لي أنا "
ثمالة الحسرات - تسبرني أفول وارتخاء
" لي أنا "
وميض - في خواء مهجتي - العتماء
رعود- تكسّر ضحكاتي النجلاء
ثلوجٌ يلامس بعضها بعضا - بريقا مقهورا - يموتُ ضحكا
لو تضرجَ جناح سحابة - سوداء
كم وعدني الحبُّ قياثير مزاجه الجميل
أكنتُ أفتقده قبل قليل؟
ذلك السادي الخفي يمرح في بروج الشقاء
في سراديب قصره المسخول الطافح بالبهاء
هو الحبُّ يحتكر منظومة وجودك
ثم يطير بعيدا كجدول- من- سماء
سينام قلبي
كنتُ أخافُ أنْ يكونَ لي أنا
ما أمرّ وما أحلى – لي أنا
كان صباحا يضحك سوسنة النهار ثم يسترسل في ضحكها صمته
لم يعرفْ أنّ صيخد المهاة هو وجده
وأنّ ساروراء روحي مستقره
هو لم يكن يدري
لم يكن يعرف عطري
ولا أقصاه - ولا عتره
هي التغريبه تنتهي - لا تنتهي
وتأوه صوت ليلكي - يوجعه
فيلقي جبينه الناصع على ركبتيّ
يلامس معصمي غضيرا
- لا ثبات فيه –
ولا قرار- لموضعه
ديمت سمائي
هداهد بذور ليلكيه
زقزقت الرياح
- كؤداء –
- في داخلي-
هي ملكه
أحببت في عينيه – صخب – لا مثيل له
هو لم يكن يدري
كان يجللُّ روحي الغارقة في الغياب
فيذوب دمعا في فصولي المخضبة بالعذاب
كم كبّرتني الدموعُ - وبدلت قلبي مرارا- ذلك الدّف الصغير
ليس الحب سوى زوبعة قاتمة تعفّر من حولك التراب
وتضرب الأرض الغافية بقدميها لتسقطك
فتبقى تجرجر الهواءَ الداكن الزرقة - الساكن بين أفلاك السماء
يقذفك - عند ساقية جافه – لتسقيها حشاشتك وتستبين كفوفك الدامية ثم وتشرب معها نخب دمك
هناك –تعوي متهالكا على متن الركام
على عرش النقاء
وراءك - كومة من حجار سود
وبهجة كل جزء فيها سعيد
فلا يهمك ما كسبت لأنك أنت الرابح وأنت الخاسر الوحيد
هناك
قلب علمته الحياة كيف يعيش وكيف يموت وكيف يولد من جديد
حتى لا يظل له أثر
ولا يحن له وجود
أيها الليل الليل الليل
متصالحا مع نقوشك وزمردك ولآلئك
أيها الظلام الظلام- يا كف الظلام
تذيب في ضيائها شواظ خلوتك ولواعجك
إني سوف أنام
هنا – أو هناك – أو في أي مكان
بلا رجائك
بلا قبس من نور مدادك
لا أريد منكم نورا يحرك عذب الكلام
اذهبوا اذهبوا اذهبوا
لا أريد أضواء
إني تعبت من الرقص على امتداد جرح الحمام
ما ذنبي أنا
لو غرابة الدنيا المقدسة جعلت الموت هو المرام
دعوني أنم
كعاشق تشقى في كفه ريحانة
في قيظ من غرام
دعوني انم
لأن القسوة جحافل من العواصف الهوجاء
لا يبكيها بين ولا تضحكها سراء
دعوني أنم
زرعت بذور الورد في بيداء من عواطف صماء
لا صمت يكفيني لأتبخّر
لا ظلال تحملني لأنعس
أريد أن أنام دهرا
أرخيت شعري الفوضوي وعتقت روحي من عناء جنونها السرمدي
لأنام في ركن أقصى من الأنجم الشهباء
لأستعد لبدايتي
وبعيدا عن رياح الفجر
وفي زمن بلا ايقاع
وبتوحد عميق مع ضوء قنديل
غفوت
على دروب المستحيل ’