بكائية بلبل على سياج الحدود

نائلة خطيب – عودة الله

لمْ تكنْ تلكَ حكايةٌ يبكيها وهمٌ وحلم

خلفَ قيثارةِ حلمٍ عمياءَ تحيكُ هالات الأزاهر من هزيمٍ بعيد

إنها أشرعةٌ مسَّها الظلُّ الغمام فصفّقت تصوغُ ذاتها خلفَ جِراحات اليَمام

ُتلملم من حسراتِ الأفقِ المذبوح أشْرعةَ الكلام

ُتعيد بريق حكاية يبكيها بلبلان على سياجِ الحدود

وخلفَ قيثارةِ حلمٍ عمياءَ تحاصرُ غوغاءَ فؤادي

أموتكِ

أدَخّنكِ

أجرّدك من ليلي الألْيل في منصّتي المُعتادة المليئة بالدُّخان

لا غدَ  يمنعني عن شربكِ ولا قلب يَحْملني ولا حتّى يدان

تعانق فيكِ دِفئي المَثلوج كَعوسجٍ بَردان

لمْ تكنْ تلكَ حكايةٌ من وهم وحلم

أمرّكِ عبر وَمضاتِ غَرقي الآخر

تَمزجني اليقظة والحلم معاً

كقيثارةِ تمضي لتُحاكي أعنُفَ العشقِ

تولدُ حينَ تموت

أينَ موتي اللانهائيّ منكِ؟

لم تكن تلكَ حكايةٌ من وهمٍ وحلم

إنها أصابعكِ الصغيرة تربك بتلات الورد

ويدُك الجريحة ترْمِي فَوقي شيئاً من منثورِ لَمساتكِ

لأنامَ كالعُشبِ البُرتقاليّ فَوق قيثارتي

وتضحكين من بروقِ مَوتي القُرمُزِي

وتحتَ الموت لم يعدْ يكفيني أنْ أسمعَ صوتك المعجونِ بالحبقِ والتوت

وخلفَ ستائرِ حلمٍ ينسجُها القمرُ السكرانُ ثملاً بأقداحِ السكوت

لم تكن تلكَ حكايةٌ من وهمٍ وحلم

أمضي بكِ إلى جذعِ ليل..........................

وأنت تسحبينَ خلفكِ صَوتيَ المقطوع للتّو

تحطّمين عراكي الفوضوي

فأسقط بجانب طيفكِ في جَنين احتضاري

ويسقط صوتكِ

ثم يغادرني الى الأبد

لم تكن تلكَ حكايةٌ من وهمٍ وحلم

صوتي يُخبرني أنّكِ ستأتين

حين تموتينَ من أجلي

فحين كنتُ في رحمكِ أسطِّرُ بساتين لوعتي

كنتِ لا تهربين

وأنا أمنحكِ بذور موتي

لتولد في أحشائِكِ الأرضُ والنسرينُ .