الوردة الحمراء
مصطفى أحمد البيطار
كنت أبحث في بستاننا عن الورد الجوري الأحمر وأنا صغير وأقطفه ثم أضعه
تحت وسادي لأنام على شذي عبيره ... ومازلت أتصوره بعدما كبرت وهاجرت
فشبهت وردة منه بفتاة الأحلام ...
ما بالُ أجفاني بقانِ الدمعِ تنهملُ في الليلِ
عبراتُها...
أتعبني ترقب طيفها
في خيالي أجولُ عن محاسنها...
إذا افترَّ ثغرُها تغارُ شمسُ الضحى
من برقِ أنوارها...
هي حُبي ودائي أرْضى به ودوائي
في أ لحاظها...
هي وردة ٌلا كالورودِ حسناً و حياءً
احمرارُ خُدودها...
كدتُ أذوبُ صبابةً بغنجِها ودَلالِها
وذبولِ أجفانِها...
وأرشفُ شهدا منْ بَرودها وأسبحُ في اتساعِ بحرِ
عيونها...
أما عبيرُها فهو شفاءٌ لقلبي المُسجى في ظلِّ
ظلالِها...
وقدُها المياسُ أوقدَ في ضلوعي لهيباً يكادُ
يحرُقها ...
يُداعبُ نسيمُ الصَّبا خصلاتِ غرَتِها
فيفوح عبيرها...
فأنتشي وأصحو في هدأة الليل على همس
قبلاتها...