أين المسير

م. مصطفى نعمان

[email protected] 

 نعيش اليوم زمنا لم يأت على بشر

قال القائلون وضحك الفاكهون

الا ان الحقيقة التي لا ينكرها الا جاحد ولا يقر بها الا جاهل ,

لم يعد هناك وحي .....  فكر منير  ..... بل أيام تتسارع   , وليل ونهار يتعاقب  ,

يلهث بشر خلف الدنيا   , لا متسع من وقت , لا تلتقط الانفاس

الكل يجرى ولا يدرى لما يسرع , الكل لا يدر نهاية  ....... ما سوف تؤول الأمور

لا احد يستطيع ان يتوقف او يبطئ الخطى , لا يستطع احد ان يراجع نفسه , او يلملم شعث فكره

لا يقدر ان يتروى فيما يفعل , ليس هناك وقت ...... للعودة , لا يوجد وقت للندم

الكل يهيم , الكل في مجرى تيار جارف , يدفع الجمع امامه , لا شيء يحول دون الاندفاع

الكل يدفع ......  الكل في مسار واحد , لا قوة توقفه , ان التيار اقوى واعنف , لا يملك احد ان يقاوم

حتى تغيير مسارات لا يستطع , الكل يترك نفسه بلا اراده .....  يذهب به التيار كيف يشاء

تحوط مجرى التيار حواجز , تمنع  الا تتفلت  , سطح المجرى املس , لا نتوءات وموانع

لا شيء يمنع .....  لا شيء يعوق , ينساب الرهط في المجرى , تسبح في التيار  بلا ماء

هناك رؤوس تظهر خلفك     ,     تنظر فتجد اقدام لأيدي بأصابع معقوفة

هناك يسير بالطول , واخر بالعرض ,

واخر يأتي من الخلف مندفعا , كأنه في سيرك يستعرض , العابا وقفزات خطرة

دون اراده او قدرة , الكل يدور في فلكه

واصابع شيطان أمرد

لا ينقطع الدوران ابدا

كيف يحدث هذا او ذاك وما المخرج؟

يوجد للمجرى نهاية , تلوح من فوق رؤوس المشهد , نحن اليها  نتقرب

هناك من يسبقنا اقرب     ,    يشير الينا نتوقف    ,      يهددنا الا نزحف

دوامات .....  البشر يزداد    ,   قرب المخرج    ,  هناك إشارات ورعب فى المخرج

نراهم على البعد تفصلنا مسافات أرحب    ,    ناس في رعب ..... انظار تشخص

لكن هم على البعد الابعد    ,  وحولك أطياف مشغولة   ,  لا تابه  , لا تنظر ابعد

لا تنظر للمخرج     ,  لا يروا ......  قرب   .....  الموعد

نحو نهاية ثقب أسود , تزداد السرعة    ,   دوامات  .. دوارات تلحف

من في الحافة ابصر    ,     ويشيح بيده    ,    لا تقتربوا  ,   ارجعوا

لا حيلة   ...   نتقدم ,   نظرات صعبة اشباح حية  ,  قبل سقوط ,   أ فزع

الام .... خوف مرعب... اهوال    ,      اياد تلوح نتوقف     ,   لا نتوقف

قادم آتى خلفك  , يسرع اكثر من نفسك  ,   يذهب نحو المسقط , يهوى تحت المخرج

وآخر يأتي يتدحرج , يطوى جسده كالطفل قبل المولد , لا ينفك يدور , ينساب

كل في شغل في نفسه   ,   لا احد يعبأ بالآخر  , ولا يسمع احد صوتا ,

لا نقدر ابدا ان نمنع , في المجرى ننساق بلا رجعة

يمر امامنا كالمدفع ...... يسبقنا نحو المغطس,

يحاول ان يمسك بالايدى تنزلق الاظفر

يتدحرج

الكل في المجرى .... الكل في فلكه دوار , الكل يسير ..... يدفعه تيار جارى

بلا ريح .......لا ماء  .....  يزحف

انظر لاحد حولى .....  انظر في عينيه ......  واسال

اين المسير ... اين المآل ؟ ,  لا يرد .... يتقلب  , الا تدرى ,,,,,,,, ينظر اليك .... يتعجب

لا تسمع ردا لو تسال , مازالت نظراتك شاخصة   ... في عينيه ........ حتى يذهب

اعاود انظر ... اترقب    , اسال ...  ابحث .... اتامل

اتحفز للقادم خلفى ..... كى اسال , اسير في دوامة ..... أتقدم

يسرع ..... يسبقنى .... لا تسال

ما المخرج ؟ ..... ما بعد المخرج ؟ , لا صوت يسمع او يهمس

هل من سبيل     ؟    هل اقاوم   ؟    ما المخرج

ينظر شاخصا ببصره  ..... يدور دورات في فلكه  ..

ترى وجهه ....... قدمه .....  تبقى العينان شاخصة

لا يرشد .......... لا يهدى  ........ ليس بيده ان يمنع ... لا عنه ....  ولا عنك .....المهلك

وجوه كالليل .....  كالنار .....   تلحف

 سماء .....        نور   ........ وضياء

وجوه أخرى تتساقط

أرض   ......  طين  ......  وسواد

لا ......   بل ماء وسحاب  و  ضباب

لا تعرف كيف تتلاقى ....... يبكى ..... يضحك . ... يتراقص

وجه ينشد ..... يترنم .... لا يدرك ماذا يفعل

لا يدر وجه أنور

او يعبس  .....    لا يدر ....... ما يفعل به ...... او بنا

المآل الى سواد  .....  وظلام ادحر

او نور وبهاء ......... وثبور ابشر

الكل بات يعلم  ,  الكل بات متيقن .... ان هناك مخرج

يوجد في الأفق المخرج ...  ان المجرى يجرى

الى مستقر ...  نعلم الى اين ...... الان أبصارنا أثقب

نسمع صوتا ......

ففريق في الجنة .... وفريق في السعير

طال بنا المسير   ......    نعلم كيف نصير

والفجر والنور بعيد ........   نسير          

                    يا رب سلم ...... يا رب أسلم