إذا أتيت سورية
طريف يوسف آغا
إذا أتيتَ سورية فأدِّ التحيةَ فكَمْ
تكَسَّرَتْ على صخورِها للغُزاةِ أمواجا
ماتركوا على شَواطِئها سوى زَبَداً
و ماخلفوا على أرضِها إلا عَجاجا
ذهَبوا يَجَرّونَ ورائَهُمْ ذُيولَ الخيبَةِ
وأضحتْ أمجادُ سورية في التاريخِ سِراجا
يومَ يأتونَ لغزونا، يأتونَ أسوداً
ويَومَ يرحَلونَ ، يرحَلونَ نِعاجا
وهاهمُ الفُرسُ اليومَ يعودونَ بجنودهِمْ
هذهِ المرةَ يُسَمّونَ جنودَهُمْ حُجّاجا
ولكأنّا نَرى رؤوسَهُمْ قد أينعَتْ
ولسوفَ نرسلُ لهمْ لقِطافِها حَجّاجا
ليستْ سورية إلى الجنَّةِ طريقَ إسراءٍ
ولكنْ سنجعلَها لهمْ إلى جهنّمْ مِعراجا
يامَنْ فقدتمْ عقولَكُمْ وصدّقتُمْ إمامَكُمْ
لانُقدِمُ لأمثالِكُمْ سِوى السُيوفَ عِلاجا
ويامَنْ كُنتُمْ تعبُدونَ النارَ فاليومَ سوفَ
نرسِلُكُمْ إلى أبوابها قِطعاناً وأفواجا
سَنُطفئُ نارَكُمْ كما أطفأناها مِنْ قبلِ
وسنُبقي نورَ سورية على الدُنيا وَهّاجا
فإذا كُنتمْ تظنونَ سِردابَكُمْ في (حَرَسَتا)
ففي (حَرَسَتا) سنقبركُمْ فُرادىً وأزواجا
وإذا كُنتمْ تَدعونَنا بالنَواصِبِ فسَنجعلُ
تنصيبَكُمْ على المزابلِ لنا هَدفاً ومِنهاجا
وسنذكرُكُمْ بالقادسيةِ إنْ كنتُمْ نسيتوها ونرمي
عظامَكُمْ للكلابِ ونشَيّدُ مِنْ جماجمِكُمْ أبراجا
واعلَموا كَما أنَّ للكَعبَةِ رَبٌّ يَحميها
فلسورية رجالٌ غرَسوا أنفسَهُمْ حَولها سِياجا