همسات القمر 42
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
* ما بين الحلم والحقيقة ...
تضيع المشاعر في دروب السراب ..
تقتات اليباب ..
تغفو كمتشرد على ألف باب وباب
تصحو واسئلة تغفر فاها ولا جواب
تمتطي في لحظة أمل رهيف السحاب
وفي لحظتها المغايرة ..
تطرق الرأس وتلتحف الضباب
تمضي تعزف آهاتها نشيدا
تتوزع أشلاء ما بين الشعاب !!
* وما الحب الحقيقي إلا حب الله
حب الله الذي ينبثق منه كل حب صادق لا مراء فيه ولا خداع ولا زيف ولا هوى يتلاعب به يطيره يمينا ويذروه شمالا
حب الله الذي يمنح القلب نقاءه والروح صفاءها والنفس رونقها وبهاءها
حب الله الذي يسمو بنا ويرقى بنا وينير لنا دوربنا في ذي الدنى
حب الله الذي إن تغلغل في الأعماق وسكن فيها .. ما عادت أشواك الطريق - وإن كثرت - تؤلمها وتدميها
حب الله الذي يغني عن أي حب آخر .. حب الله الذي به نزهو ونفاخر .
اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يقربني إلى حبك .
* الأخلاق عند البعض .. مجرد ثوب
ثوب مزركش جميل يرتدونه حسب المناسبة ، أو وفق ما تقتضيه الحاجة
نراهم أحيانا يتخايلون به يفتخرون بجماله وبهائه ..
ونراهم أحيانا أخرى يلقونه في زاوية ضيقة أو كيس مهمل لوقت الحاجة إليه ...
سحقا لأخلاق منبعها المصالح والمنفعة الذاتية ..
* كم من تناقضات نراها في واقعنا تجعلنا نشعر بالهوة بين القيم الحقيقية والتطبيق العملي .. تجعلنا ندرك .. لماذا النصر لايزال بعيدا .. تجعلنا نقر ونعترف لماذا الله ليس معنا !!
إيه يا أمة الأخلاق والنظام والمبادئ ... أين أضعت قيمتك الحقيقية بها .. ولماذا اخترت الدنية ما بين الأمم ؟!!!
* ما قيمة الأدب إن تجرد من الأدب ؟!!
البعض يحاول دعم حروفه بدعائم لا أساس لها .. باتت صور النساء العاريات ركيزة لهم/ لهن يجملون بها نصوصهم
وما دروا أنهم بهذا يسلبون من الحروف روحها ..
أشفق على حروف يزينها مالكها بالعري ويجعلها مبتذلة مكشوفة ممتهنة بلا أدب رفيع .. ولا حصن أصيل منيع ..
* ثمة أفكار تعبث بزوايا الذاكرة المكدوة
تتناول سكينا تريق به دماء صورة باهتة الملامح والمعالم ..
تصول وتجول كمحارب لا يعلم وجهته ولا يعرف صديقه من عدوه
تتراجع في غير اكتراث لما سببته من فوضى بعثرت النفس وألقت بأشلائها في دروب الشتات
تلقي نظرة استخفاف أخيرة ..
تهز الكتفين
....وتمضي !!
* يسرح الفكر قليلا ..
تتراءى له أشباح الحرية تتراقص ألما على وقع تأوهات كسيرة ..
يغض الطرف حزنا وعجزا وقهرا ..
يعود من حيث بدأ ..
يقبع في صومعة حيرته يلوك أساه ويندب واقعا ما عاد يرتسم فيه سوى الدمع والآه !
*ما بين مد وجزر
تقتات الروح في ليلة السغب بعضا من ذكريات
ترتشف بيد مرتجفة لذيذ الأمنيات
تقفل نافذة يتسلل منها ريح من ألم يكاد يعصف بها ويرديها في مهالكها
تمتم الشفاه مرددة ترنيمة القلب شكرا لباريها
تتسلل أناملها برأفة وحنان تمسح دمع مآقيها
تبتسم .. تردد جذلى رهيف الكلم
*ألتحف الصمت يدثّرني في ليل البرد
أقطع بيني وبينه ألف عهد وعهد
وعندما تبرّح بي مشاعري .. ويضيق قلبي عن احتواء أفكاري
أفجر قنبلة صمتي .. لأتبعثر وأياها في دروب بوح لا يلبث أن يلقي بي على شاطئ صمت آخر .