ممارسة الأحلام

عجبي بالريح إذا نطقت

وعجبي بالريح إذا جلجلت

وعجبي  بما حملت وبما وضعت

ببرد قارص

وبزمهرير عات

 و بكل هذا وذاك

ولكن سهم عجبي .....

إذا ما الريح غازلت...!

...............  

عجبي بالشمس إذا نطقت

وعجبي بالشمس إذا اتقدت

وعجبي بما أضاءت وأظلمت

بحرّ مُحرق

وبفيح ملتهب

وبكل هذا وذاك

ولكن حقيقة عجبي ......

إذا ما الشمس غازلت

............

قالت الريح للشمس ... :

فخر لنا فضاء واسع

وفخر لنا غياب منافس

وقالت الشمس للريح.... :

ذلك خلاء لنا

وذاك سهل ...وذاك مرتفع

............  

طال الحديث بينهما عمراً

واستشاطت الشمس غضباً

فالريح تُبطن أمراً

والشمس أعلنته  غزلاً......!

والبدويّ يحدو في أمان

طال  أم قصر الزمان

يظلّ البدوي يرسم الأحلام

ظلُّ خَط في الرمال

كظلّ حُفرة في الجبال

هما واحدٌ في شيئان

تمحو الريح منهما الأول

والشمس تمحو الثا ن

يظلّ البدويّ يرسم الأحلام

............... 

كل الظلال تأوي إليها الأحلام

وكل الأحلام في مفاصلها

عشق الهروب وهجر الأنام

الريح والظلّ في عداء

والشمس والظل في عداء

حضر  الظلّ ام هرب..عاش الظل أم مات

يظل البدوي يرسم الأحلام

.............  

بخوف وذعر وشحوب

تذكّر البدويّ أمراً....فأخفاه...!

الحلم والظلّ أبداً لاينفكان

وعهدي بهما اثنان صنوان .....

أين أمضي بهما ....أين  المقام

في صرحه العتيد يجتمعان

............... 

قالت الريح للشمس .... :

اهربي للبعيد في مدارك....

و أمهليه من وراء السحاب المركوم...

غيمٌ ثملٌ داكن يداري طول غيبتك....!

وانظري بقصر جولتي.....

سيخلعها ويُقتل الظلُّ..  

ستختفي أحلامه  ..سيسأم الأيام ويكلّ...

تدانى الغزل الى مسامعه

بصوت رعد...

بصوت زئير ...

بخطف برق...

بقرص برد....

تبسّم البدوي  ثم سَرّ من أمره

إذ لم يعد فيه سراً

وبثبات وحزم كتم أمراً

أومأ برأسه وصاح صارخاً..    :

أيتها الريح ....سأنازلك ....   :

اقترب أكثر من غنماته

جالت الريح العاتية بقوتها

استدارت ورسمت خطوطاً ودوائر..

هربت منها كل الظلال خائفة

تبخرت كل الأحلام واختبأت

لفَّ  البدوي  عباءته

لبّت حبال الخيمة نجدته

شدته بقوة وكانت وشائجه

 أصبح الظلُّ  غشاءً

أصبح الحلمً غشاءً

اتحَدَت كل الأشياء في عباءة

صغر الفضاء واضمحلّ

غابت  كل الملامح عن الرؤيا

دالت أعمدةٌ واستدارت دورٌ.....

وظل الحلم مكنوزفي ظل عباءة

وأصابت الريح خيبة.....!!

................   

قالت الشمس للريح

كفّي ثورتك فقد خلت الساحة لقوتي

لم تصمدي لم تصمدي

سأجعله ناراً سأجعله رماداً

سيخلعها  ويقتل الظلُّ ..، و تختفي الأحلام الى الأبد..!

تدانى الغزل إلى مسامعه

 بموجة حر.....

تبسم البدوي ضاحكاً من كتمان أمرها

إذ لم يعد بينهما سراً

وانكشف وجه المغازلة....

وأومأ برأسه للجولة القادمة

قال للشمس ثابتاً سأنازلك ...  !!

لوّح بعصاه على غنماته  وأنشدها حدوه المعهود

أنشودة الوحدة والغربة وخصب المراعي

اقترب  منها  فتراصّت  بجمعها

أضرمت الشمس نيرانها ....

ونشرت مواقدها.....

أحاطت بالأشياء تحرقها

وألهبت الفضاء بحرارتها

ملأت الكون أبخرة ودخانا

جعلت الأجساد تتلوى بتلافيفها

هربت كل الظلال إلى شعابها

وتبعتها الأحلام إلى نواديها

شد البدوي عباءته

وتكوّر بحرز نقطة زرقاء في جمع أصحابه

أصبح الظلُّ غشاءً

وأصبح الحلم غشاءً

صغر الفضاء واختفت معالمه

اتحدت كل الشجون في عباءة

دالت أعمدة واستدارت دور...

و عاد الحلم مكنوز في ظل عباءة

وأصابت الشمس خيبة

................   

ضاق الفضاء بحكايا الغزل

أصاب الريح ظنّاً

أن الزمن قد هرب ......!

وعانت الشمس من ذات السبب..!!

................   

في زمن المناورة ...

كان البدوي يرفع أعمدة الحزم في الخيمة

في زمن المناورة ...

كان البدوي يعاصر سنين الحيرة العجاف 

في زمن المناورة ...

كان البدوي يسمع همساً ...

 ولازال يمارس الأحلام في ظل العباءة..........!!

وسوم: العدد 629