سألوني ماذا يقدم للثورة القلم؟
سألوني ماذا يُقَدِّمُ للثَورةِ القلمُ؟
فقلتُ يواسي حينَ يطغى الألمُ
ويُلهِبُ في قلوبِ الثوّارِ العزيمةَ
يَرفَعُ لهمْ علماً كُلّما هوى علمُ
وينيرُ الدربَ حينَ يسودُ الظَلامُ
يوقِدُ الحماسَ وبهِ تُشحَذُ الهِمَمُ
ويفضحُ الحكّامَ والظُلاّمَ والخونة
ولايدافِـعُ إلا عَمّـنْ ظُلِمـوا
وإنْ فتحَ النـارَ على الطُغـاةِ
أرداهُمُ، فلا نَجوا مِنهُ ولاسَلِموا
في كُلِّ كَلِمَةٍ يُطلِقُها عليهِمْ رَصاصَةٌ
ومعَ كُلِّ رصاصةٍ يَهتَزُّ مِنهُمْ صَنَمُ
وفي كُلِّ صورةٍ يَرميهِمْ بها قُنبُلَةٌ
تُزَلزِلُ تحتهُمْ عُروشاً عَليها جَثَموا
فمنْ منهمْ صَوّرَ نفسَهُ عِملاقاً
صورةٌ واحدةٌ تَكشِفُ كمْ هوَ قَزَمُ
ومَنْ مَنَحَ نفسَهُ رِداءَ الرُبوبيَـةِ
قَصيدَةٌ واحِدَةٌ وتَدعَسُ رأسَهُ القَدَمُ
قَصيدَةٌ واحِدَةٌ تَجعَلُ منهُ اُضحوكَةً
مَنْ ظَنَّ أنَّ الشَـعبَ لهُ خَدَمُ
للشاعِرِ والفَنانِ الحُرِّ قَلَمٌ كالبُركانِ
تَسيلُ منهُ على الطُغـاةِ حِمَمُ
فكَمْ مِنْ شاعِرٍ وفنّانٍ تَحدّوا الظُلمَ
وفي النهايَةِ لظَهرِ الظُلمِ قد قَصموا
إذا كانَ الرَصاصُ وَقودَ البنادِقِ فإنَّ
الحِبرَ وَقودُ الثَورةِ ضِدَ مَنْ ظَلَموا
فإذا سألوكَ عَنِ القلمِ الحُرِّ فَقُلْ
هوَ الذي الطغاةُ على حَرقِهِ حَزَموا
يُوثقُ الأحداثَ لمنْ يقرأ التاريخَ
فلو يَقرأُها البَشرُ ماحَلَّ بهمْ نَدَمُ
وسوم: العدد 653