أذيقِيهمْ ياحَلَبُ مِن بأسِكِ ناراً
أذيقِهمْ ياحَلَبُ مِنْ بأسِكِ ناراً
لاتُهزَمُ سورية إذا ماأهلُكِ غَضِبوا
أمطِريهمْ ياشَهباءُ مِنْ سَمائِكِ شُهُباً
إذا ماشَهَرتِ سَيفَكِ يَبطُلُ العَجَبُ
ماصَرَخَتْ سورية مَرةً هَلْ مِنْ مُغيثٍ
إلا وكانتْ دائِماً في المقدِّمَة حَلَبُ
وكانَ أهلُها مَنْ حَمَلَ الرايَةَ
ماكانوا مِمَنْ تَخاذَلوا ولامَنْ هَرَبوا
مَجدُكِ بنى لِلتاريخِ صَرحاً حتى
بَدا التاريخُ وكأنهُ مِنْ حَملِهِ تَعِبُ
لاتَنتَظِري اجتِماعاتٍ ولامُؤتَمراتٍ
فحينَ تَهدُرُ المدافِعُ، تصمتُ الكُتبُ
رِجالُكِ مِنْ مَعدَنٍ يَحسُدُكِ عليهِ الذهَبُ
رِجالٌ تَضيعُ الشَهامَةُ إذا هُمْ ذَهَبوا
لايَعرِفُ بأسَكِ إلا مَنْ أتاكِ غازياً
لكأنَّ غُزاتَكِ للأكفانِ قَد طَلبوا
للهِ دَرُّكِ ياعاصِمَةَ سَيفِ الدَولةِ فكَمْ
مِنَ الآفّاقينَ على أسواركِ قَد صُلِبوا
أرسلي حُثالَةَ الأُمَمِ إلى قُبورهِمْ
هُمْ مَنْ لِلمَوتِ لأنفسِهِمْ قَد جَلبوا
قولي لِلروسِ أنَّ دُروبَهمْ عَبرَكِ مُغلَقَةٌ
ولِلفُرسِ أنهُ بانتِظارهِمْ عِندَكِ لهبُ
أما لِلوَريثِ القاصِرِ فجَهّزي الحِبالَ
لهُ ولعِصابَتِهِ ممنْ خانوا ومَنْ نَهبوا
العِبرَةُ دائماً في النهايةِ وإني لأرى
نِهايتَهُمْ تَقتَرِبُ كُلَّما مِنكِ قَدِ اقتَربوا
وسوم: العدد 656