هدنة سورية
أعلَنَ النِظـامُ قُبـولَ الهدنَـةِ وظَـنَّ
أنَّ سورية ستعودُ إلى الحظيرةِ راكِعـةْ
وأنَّهـا سَـتُقَبِّلُ القَـدَمَ وتُبـدي النَـدَمَ
وسَـتَزحَفُ إليهِ بِطَلِبِ الغُفرانِ ضارِعـةْ
ولكنْ نَسِـيَ أنَّ هذهِ سـورية
الأمَّـةُ ذاتُ القامَـةِ الفارِعـةْ
أمَّـةُ مَيسَـلونَ زحفتْ إلى السـاحاتِ
وقالتْ كلمتَها فكانتْ كالشمسِ الساطِعةْ
أمَّـةٌ لها بالعِـزَّةِ والشَـهامَةِ غَـرامٌ
ويُشَـهَدُ لها لأمجادِ التاريخِ صانِعـةْ
طالما كانتْ باشـعالِ الثوراتِ رائِـدة
وطالما كانتْ لجحافلِ الغُزاةِ مُقارِعـةْ
نِظـامٌ تَحالفَ معَ أعـداءِ الوطَـنِ
نِظـامٌ لايمكنُ أنْ يكـونَ مُمانِعـا
لنْ تقطِـفَ النَصـرَ إلا الأمَّـةُ التي
ليلَ نهارَ لجثامينِ الشُـهداءِ زارِعـةْ
عادَتْ سورية اليومَ شباباً وشيباً إلى الشوارعِ
وقالتْ ألا أيَّتُهـا الدُنيا كوني سـامِعةْ
كانت ثورتي سـتبقى سِـلميةً لولا أنكِ
صَمَمْتِ آذانَكِ وكنتِ عنِ الطاغيةِ مُدافِعةْ
لولا أنكِ وقفتِ مَـعَ الوريثِ القاصِـرِ
لما كُنتُ أوقَفتُ التَظاهُرَ وأطلَقتُ المدافِعَ
ولكنْ هَيهاتَ أنْ أُوقِفَ ثورتي وسـأبقى
على بابِ الحُريةِ بيدي وبالبُندُقِيَةِ قارِعـةْ
وسوم: العدد 659