طفل البحر

 

يموت حنظلة

يموت الموت

توأد أحلام الصغار

تدمى القلوب بالفجيعة

تهطل حجارة الفقيه

نتشظى غرقاً وقهرا .

في بلادي للفتوى سم العنكبوت

في بلادي للمذاهب شكل الأفاعي

في بلادي حتى الأحلام موشومةٌ بالدّم

حتى الندى يأخذ لون الذبح

ووسائد النهار أوتاد خيمةٍ

في بلادي لا بلاد .

يا الله

يا   سّر الرحمة والنهر

يا  سّر الخلق وسّر الأمر

يموت الأطفال عراةً

وجبةً صباحية لساحلٍ مقامر

يا الله ، ألا يكفي قميص السماء ليتدثر طفل البحر ؟

كان المتوسط مرعًى لغزلان فينيقيا

فكيف يغتالك بالعطش

كانت الحرب سواراً في ساق عناة

فكيف تحطم جمجمتك بالغرق ؟

يموت الأطفال كاللقاءات المؤجلة

هل يوقف غرقك يا حنظلة مجزرة الأعراب

يموت الأطفال بطوفان الدّم

فهل سيعطينا النفط سفينة نوح ؟

يا طفل البحر وأيقونة مجده

يا نجمة سوريانا

يا حنظلة الجرح النازف

والشجر الواقف في وجه الموت

يا قنبلة الصمت

فيك وفينا قد مات الموت

يا طفل الميلاد ، أبكاك البحر

يا طفل المعراج ، احتضنتك السماء

يا رفيق الملائكة ، هل كان النّص عليك سلاما ؟

مفتونٌ أنت بزهرة حزنك

بحصالة الياسمين في زيك المدرسي

بيديك البيضاء ، وقلبك البيلسان

لك ما تشاء

ولنا نّصنا الأسود .

شاعر من فلسطين

وسوم: العدد 661