همسات القمر 64

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*على مشارف الهذيان، تبتلع ريح مارقة حروفا تتعانق وأحاسيس صدقها لتلقيها مجددا كمتشردة على بوابات الانتظار!

*للروح قيثارة تقتات شهد سكينة ورحيق طمأنينة معلقة برب العالمين..  وما أجمل لحنها حين ينساب ساكنا هانئا .. وما أعذب ترانيمها وهي تراقص النفس بهمسات الفرح

*يغتالني صمت، وتقتاتني حكاية.. وما بينهما، يمارس الحرف طقوس الغواية

*تجذبني همسة، تمد حبلا نقيا بيني وبين دفئها وتأخذني إلى هناك..

إلى جدول  صاف رقراق.. إلى نبع كريم  دفّاق..

إلى زهرة تفرد بتلاتها لروحي .. إلى طير يناغيني بألحان الفرح..

إلى شجرة شامخة تتلو مواعظ الحياة التي ما عدت أفهم كنهها ولا أدرك سرها

إلى بدر يلوّن شحوب شفتي .. إلى بحر صديق ينتزع دمعتي..

إلى ....

تجذبني همسة.. ويكتبني حرف يرقد بين دفتي مشاعري وأحاسيسي

تجذبني همسة.. وترضيني تلاوات النقاء تحلق بالروح إلى ذروة الصدق والصفاء...

تجذبني همسة.. وتغمرني غيمة بعذب انهمارها

تغسل النفس..تنزع أشواك  الأمس .. تحفر للآهات الرمس ..

تتوارى آهات الليل، ويحلو للفجر الهمس !

 

*تتهرب أفكاري مني كهارب من حكم إعدامه..  تشق دروب الضياع تذوق مرارة الالتياع تعود مطأطئة رأس أسفها منتظرة لوما وتقريعا أرمقها بصمت.. أهز رأسي لها .. أشعرها بالأمان بلمسة حانية على كتفها تترقرق عبراتها، ترتمي في حضن دافئ يعيدها إلى رشدها تعتذر بابتسامة تزيل ما علق بنفسي من غضب تجاهها أنطلق وإياها في دروب البوح نتماهى في زقاق تتراوح ما بين أخذ و عطاء.. وفي حواري حديثنا يحلو المسير

 

*بعض نجوى وحديث نفس صامت يبتلع حرّات تتجلّد في ليل الهذيان بعض نجوى وكثير مشاعر مضطرمة كما البركان بعض نجوى وطفل يهيم على وجهه وحيدا هاربا من وحشية إنسان بعض نجوى وناسك يفرّ بقدسية روحه من ظلم وبهتان بعض نجوى .. روح معلقة بأهداب الفرح.. ونفس تهيم في عالم الطهر والنقاء أيصمدان في زمن التيه والبلاء؟

*شيء ما يجول في النفس، يرسم حزنا في العيون التي ما كانت ترتسم بغير الفرح.. يسحب من البسمة نشوتها وكأنها ورقة خريف ذابلة.. أتساءل.. ما الذي انتزع بيد ألوان الفرح وبالأخرى سكب لونا كئيبا مظلما؟ أهز كتفي متظاهرة بالسذاجة وعدم القدرة على قراءة أعماقي.. وحين أواجه نفسي وأحصرها في زاويتها الضيقة.. أعرّي الجرح وأكشف نزفه الدامي.. لا ألبث أن أغطيه مسرعة بيد مرتعشة وأمعن في رحلة الهروب ...