من أوراقي المحترقة

مررت على البلاد الكئيبة

أيقظني المشهد

أدماني الوجع المتشعب في كل مكان

الجرح النازف يتوسع

باكورة أيامي في غابات الأمس

ذّل وهزيمة .

الفقر على أرصفة الطرقات وحيداً

والمال يغازل أحلامي

يجتاح جناني

يقذفني بمتاهات التفكير

ومتاهات التكفير

والفقراء حيارى كوحيد القرن

والخبر عصيّ الرؤية

–  ممنوع كسبه – 

بالأمس اشتاق العامل حبة تفاح

والعالم لاهٍ

ينفق مالاً في ساحات العهر

في ميدان القتل / الفوضى

ونقابات العمال

شمعوها بالأحمر

ما عادت تستر عورتها

ونحن نفتش عن خبزٍ

عن عملٍ يحملنا

من يسمع صرختنا ؟!

باعوا العامل بالآلات

وحواجز تمنعه رمقا

أدمته الحاجة

أضحى عبداً

مأواه رصيفٌ

هل من حلم ينقذه من هذا الحيف ؟

يمسح عن عينيه غبار الخوف !

يوقظ في رئتيه شرار الزحف ؟!

 الإنسان أمانة

 الإنسان ملاك 

وبلادي جوع وشباك !

غطرسة الطغيان الأولى

قامات قصورٍ وفنادق

ومراكب فارهةٌ وغوانٍ

والفقراء حنين لله

فاطرق باب الجنة

وأنقذ يا رب سنين العمر

من ظلمات المنجم .

هل تخمد بالماء النار

هل يتوقف زحف الإعصار

هل تولد أسرار من أسرار

هل نرضى بجنون الرغبة والأقدار ؟؟

قال البعض سلام ننثره فوق الجرح

قلت نخيل عاقر لا يتقن إلاّ النتح

لست وحيدا

كل الأشجار معي

كل العمّال معي

فأوانك يا دنيا العار

( أصيخي واسمعي )

شهادة ميلادي ياقاتكم الملونة

وشهادة موتي أزرار قمصانكم

فهل تستطيعون تحنيط جداولي

ومنعها من العودة إلى أمها البحر ؟؟

سأعيش مع سبق الإصرار

وأموت مع سبق الإصرار

فهل تحتملون حياتي

وهل تحتملون مماتي ؟؟

وسوم: العدد 666