بلاد العرب أوطاني

كأن الانتظار زجاج الحاجز المقبب

ابر الليل في لسعة عقرب

وهذا الفراغ العربي أدنى من الجبّ

وأقرب

كأنه غيمة السّواد

كأنه محل البلاد

 أو كما تقول الهزيمة انه سطوة الرماد

يطول السؤال مداداً

وتلاحقني غيلان حطام الوقت

تقذفني في جب العنة والصمت

فتطول المسافة نحو الجليل

ويطول في شفة الياسمين العويل

تحاورني الأشجار بصوفان الدّمع

أتقدم فيها

تتقدمني

أتردد فيها

تتوسلني

لغة الأشجار بياض الشمع

بذور الرؤية والزرع

وسكون بقايا الليل

لا تصغي لضجيج الشارع

لهراوات الّنص

لنّص القمع

تأسرني أحيانا بعض الأصوات العبثية

وتبيح دمائي لنباح المستنقع والقيعان

ويسيء لفطرة حرفي الممسوس يفتنه

وجنون الريحان

من جبة جلاد الطرقات

من قضبان الليل وسجن الآهات

من يغلق بوح سمائي

من يغلق نافذتي

من يصلب أسمائي

من يمنع عن شجري أحلامي

من يقتل نبع مواعيدي ووضوح غمامي ؟

تأسرني أحياناً بعض الأصوات الهمجية

ومراوغة الليل وقهر الأزمان

لكن أبي

منذ جنوبٍ وصهيل

 منذ جنينٍ وخليل

سماني المنذور لتأويل الأرض

وحملني ما أوصاه البحر لصخر الشطآن

إن وجود يديك يحدده العصيان

ولذا سأزيح الليل عن النجم واعبده

سأزيح الفقراء عن الجوع

وأنشد للفقراء نشيدي الآتي

سأشد لخيل الفرح القادم أشواق البسطاء

وأعمدهم بالحلم وبالماء

واتركهم في فوضى الحيرة

يقتاتون بريق النجم

حيارى

ووحيدين

تحرسهم ناياتي في أوجاع الغربة

يا هذا الوطن العربي

بلاد العرب المحتلة

كل التقسيم مساحاتٌ

والعتمة أصغر من قبلة

يا كل بلادي المحتلة بالليبرالية والجنرالات

النهر قريبٌ

والشمس قريبة

والأحجار تردد سراً وعلانيةً

رغم القيد ورغم النار

" بلاد العرب أوطاني "

وشرياني موصولٌ بشرياني .

وسوم: العدد 673