قالوا عرف لنا السياسة

قالـوا عَـرِّفْ لنـا السـياسـةَ

قلتُ كلمةٌ مُشـتَقّةٌ مِنَ النجاسَـة

سـألوني وهَـلْ هيَ مهنَـةٌ فقلتُ

بلى وعُمرهـا مِنْ عُمرِ النِخاسَـة

هيَ مِهنَـةٌ ابتلِـيَتِ الانسـانيةُ بِها

لاأرى أصحابَها إلا قوادينَ وأنجاسـا

فقالـوا أوليـسَ لها شَـرفٌ فقلتُ

بلى كَـما أنّ للجَـلادينَ قداسَـة

هلْ سَـمعتمْ بشيطانٍ يؤذنُ للصلاةِ؟

أو هلْ سَـمعتمْ بعاهرةٍ تحضرُ قُداسا؟

هيَ تجارةٌ بضاعتها دِمـاءُ الشُـعوبِ

ولأصحابها مواكبَ رسـميةٍ وحراسة

اللصوصيةُ هيَ هدفها الأولُ والأخيرُ

لايحتاجُ اكتشافَ ذلكَ أيةَ فراسَـة

لايَهُـمُ في أيةِ بُلـدانٍ يمارسـونها

ملكيةً كانتْ أو جمهورياتِ رئاسَـة

فانْ ثارَ الشعبُ على سَـفاحهِ يوماً

رماهُ بالرصاصِ وبالبسطارِ عليهِ داسَ

سألوني ولما كلُّ هذا الغضبُ فقلتُ

وكأنكمْ لاتعلمونَ وطني كمْ آسـى

وطَـنٌ يحرقُ بمنْ فيهِ وبقيَـةُ العالمِ

يحمي حارقيهِ ويوظفُ لهم حُرّاسـا

ولكنْ مهما طالَ الزمانُ فالشَـعبُ

لتصفيةِ الحسابِ يوماً سيقرعُ الأجراسَ

لنْ ينسى مافعلتهُ بهِ حثالَـةُ البشَـرِ

لنْ ينسى كمْ عـانى وكمْ قاسـى

وحينَ يحررُ الوطنَ مِنَ اللصوصِ والخونةِ

سَـيُقيمُ الشعبُ أفراحَهُ ويُقيمُ الأعراسَ

وسوم: العدد 673