همسات القمر 92
*تستهويني الكتابة على رمل الشاطئ الندي ..
أخط كلمات أستقيها من دفء روحي ووجداني.. أطلق العنان لحروف تنامت وما عاد لها متسع في كياني..
أعلم أن البحر سيلتهمها بعد لحظات..أو أن خطوات البشر غير الآبهة ستحيلها إلى دروب الشتات
ورغم ذلك.. لا أرعوي.. أكتب وأكتب .. ثم أبتعد قليلا لأتأمل بفرح حروفي وهي تستلقي باسترخاء على شاطئ البحر ...
أتركها خلفي وأمضي بسكينة وسلام .. وكأنني حزت من الدنيا المرام
*رسموا لنا الحدود وقطّعوا أوصالنا..
ولكل بقعة صنعوا علما، ونصّبوا صنما
فرحنا بأعلام مستعمرنا التي أهدانا إياها.. وعضضنا على تفرقنا وتمزّق أوطاننا بالنواجذ
وفي كل عام ..نمارس كذبة سميناها الاستقلال.. نحتفل ونحتفي.. ونحن في قبضة يد أصحاب الصنم
يا لسذاجتنا !!
*أغفو على حلم وأستيقظ على آخر..
وعلى حبل أحلامي تستلقي أيامي ..
كسولة ثرثارة.. تترقب ابتسامة فرح يرسمها ثغر قمر..
أو ضحكة شقية تملأ بها النجوم سماءها ليلة سمر ..
وما بين إغماضة وأخرى.. تمتلئ سلة الأفكار والمشاعر بكثير هطل كما غزير المطر
*في نفسي خواطر مشاكسة تتأرجح ما بين فكري وقلبي .. أتنشّقها.. أتنفسها.. أكسوها ثوب الحياة ..
أجعل منها إنسانا صديقا أسامره ويسامرني ..
أتشاجر وإياها .. فتغيب عني وتتركني .. أتصالح معها.. بالفرح تغمرني
أغلق الباب دونها متنقلة من سحرها إلى واقعي ..
أمسح دمعة.. وأطلق نظرة أمل نحو الأفق البعيد
*على صدر ليل يزفر آهاته في غفلة من نجوم السماء وبدرها..
ألقيت رأسا مثقلا بحكايات وذكريات..
أطبقت جفنيّ طلبا للسلام وهربا من محاكاة ثرثرتها التي لا تهدأ ولا تعرف للسكون سبيلا..
توسّلت إليها أن تكف عن ملاحقتي.. لم ألبث أن وجدت نفسي واقعة في دائرة هذيانها.. وكأنني هندي أحمر يرقص حول نار تؤججها قلوب مستعرة أضناها الجوى..وما لأنّاتها من دوا..
لامناص.. ولا من أسوار تفتح أبواب الخلاص!
*أشعر بي كتائه أسلمته يد الظلام لسبل التشرد والضياع
ما من أمل حرّك ساكنا..
ما من سفين أفردت على صدر الليل بيض الشراع
البدر أخفى وجه حيائه خلف غيوم بدت كوحش غاب
والنفس حيرى بين صروف العجز..وأقدام التردد
لا تدري.. أسائرة إلى حلم نقشت صورته في أعماقها.. أم ترى وقعت في أحابيل السراب
لا الليل ليل ولا الأشعار أشعار
لا الغيث غيث..ولا هطل وأمطار ..
على شاطئ البحر.. تغفو ذكريات.. تتثاءب ثرثرة ضاق بها مدى الصمت
مسافات تجري..حدود ترتسم
حواجز ودروب وأسوار
وأنا وحدي..أهيم في عالمي ..
غربة ..وليل.. وأسرار !
*يخطفني الخيال من واقعي
يجمح بي كحصان هائج شرس
يطير بي على جناحي حلم.. وأمنية
يهمس في أذني.. بوحا..وأغنية..
أغمض العينين..
أستسلم ليد الخيال تربت على مشاعري بلمستها السحرية المدهشة..
أغفو على بسمة سكينة وسلام..
أستيقظ وملء قلبي حكاية تتكئ على أمل..ترتوي رهيف الكلام..
وسوم: العدد 681