همسات القمر 98

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* الرمز..هو أن تضعني على أول الدرب لأكتشف مرامي نفسك ومغازي حروفك

لا أن تلقي طلاسم وألغازا تكاد نفسك لا تدرك ما تريد منها ..

لستُ مضطرة أن أدخل إلى عقلك لأفكك رموزا متضاربة مختلطة لايجمع بينها جامع، ولا يربطها رباط

ولستَ مضطرا لأن تأتي بالشرق والغرب وتحشرهما في بوتقة نص ما هو إلا كالصخر لا بد للمرء أن يمتلك معولا من نوع خاص لتفتيته..

احترموا عقولنا قليلا!

* توقفت عند عبارة قرأتها:

"قال لها ذات مرة..أنت مهمة.

و رحل بعد أن أنهى مهمته.."

كم هو موجع أن تصبح المشاعر مطايا لتحقيق رغبات وأهواء عابرة.. لا يلبث صاحبها أن يلقيها وراء ظهره ويمضي.. دون أن يرف له جفن لما سبب من انكسار وألم لغيره.

كم هو موجع أن تصبح المشاعر بضاعة أو تجارة نساوم عليها، نرغبها إن أردنا، ونرفضها إن أردنا، وكأنها ثوب أعجبنا نرتديه حينا ثم نخلعه حسب تقلبات أهوائنا لنبحث عن غيره ..

مسكين هو الإنسان الذي يعبث بمشاعر غيره.. أجل مسكين، رغم أنه ظالم ومتجن، مسكين لأنه لم يعرف معنى أن يكون في داخله مشاعر حقيقية صادقة تسكب على روحه مسحة من روحانية تحلق به نحو السماء، أو تطهّر قلبا من أدرانه وتسمو به إلى العلياء.. 

مسكين، هذا الذي يتقلب حسب تقلبات مزاجه وأهوائه.. أو مصالحه.. فسيأتي اليوم الذي يلهث فيه عطشا ويبحث عن نبع عذب يرويه.. فلا يجد سوى السراب..

* قالت: اشتقنالك

قلت : وأنا اشتقت لنفسي 

متى نتلاقى يا نفسي ونبرأ من غربة الوجع؟

* ما بين الحرف والحبر.. تاهت مشاعري في مجاهل ملتفة كثيرة التعرج والالتواء!!

على أي شط ترسو الحروف؟ ومن أي بحر تغرف حبرها؟!

* وتذبح الطفولة في بلادنا بدم بارد ..

ولا من يهتز له طرف

وتسال قطرة دم غربي..يتلّهف الجميع عليه ويذرفون دموع تضامنهم وجزعهم

تبا للإنسانية الكاذبة

* في زمن الجمال الصناعي

باتت الفطرة تستصرخ النفوس وتتوسل إليها معينا عذبا يرويها ويمنع عنها زحف الزيف الذي يقذفها إلى جبّ الألم والكدر

* وكم من دروب تقذفنا إلى أخرى دون مراعاة لمشاعرنا وأحاسيسنا ورغباتنا ...

نسير على طرقاتها تؤرجحنا مشاعر متباينة ما بين الأنين والحنين..

نتلفت خلفنا.. نتوقف قليلا مترقبين حلما يسعفنا.. أملا كان يراودنا ويخفف عنا عبء ومشقة مسيرنا .. شيئا ما لا ندري كنهه ينشلنا وينقذنا .. 

لا نستطيع إطالة الوقوف، خوفا من عجلة الزمان تدهسنا، أو وحشة الطريق تدركنا بيد قاسية لا ترحم تعتصرنا ..

نكمل المسير وبقايا أمل تتراقصة كذبالة شمعة على وشك الخمود تهدهد القلب.. وتلطّف حرّ ووعثاء الدرب ..

وتمضي الحياة .. وبنا تسير

وسوم: العدد 684