إذا أتيت سورية فزر حَـلبا

إذا أتيـت سـورية فَـزُرْ حَـلَبا

فهذهِ مدينةٌ طالما أغنَتِ العُلا نَسَـبا

إنْ وَصلتَـها فتأمَّـلْ في سَـمائِها

فأرواحُ شُهدائِها تكادُ تحجُبُ السُحُبا

وإنْ مَشَيتَ فيها فدارِ مَوطِئَ القَـدَمِ

دَمُ الراقِـدينَ تحتَها للعَـدلِ قد طَلَبا

إنْ نضَـبَ الإبـاءُ مِـنَ الدُنيـا

نبعُ الإبـاءِ مِـنْ الشَـهباءِ مانضَبا

وإنْ باتَ الفخرُ يتيمـاً على الأرضِ

يجِـدُ لهُ دَومـاً في أهلِهـا نَسَـبا

هَـبَّ رِجالُهـا يقومـونَ بالواجِـبِ

يَعلَمونَ رَفعُ السِلاحِ للحُريَةِ قد وَجبا

ماأتـاها مُحتلٌ إلا وعـادَ خـائِبا

وانتهى تحتَ أسـوارِها وقـد نَدَبا

حلبُ الشَـهباءُ وقفتْ ترفعُ الرايَـةَ

زَلزلَتِ العُملاءَ وأمطرَتِ الغُزاةَ شُـهُبا

يومَ هبَّتْ تدافِعُ عنْ كَـرامَةِ الوطَـنِ

انفجَرَتْ بُركـاناً يُشـعِلُ بالعِدى لهَبا

ظَنّوا أنهمْ حاصَـروها فأضحوا المحاصَرينَ

وظنوا أنهمْ سَيحرقوها، فأضحوا لها الحطَبا

سَيُسَجلُ التاريخُ أنَّ شَـعبَها قد حارَبَ

وأنَّ حياتَهُ مِن أجلِ الحريَةِ قد وهَبـا

كَمْ مِنْ شاعِرٍ كَتَبَ عنْ مُـدنٍ ولكنْ

عَنْ مِثلِها شاعِرٌ عبرَ التـاريخِ ماكَتَبَ

لطـالما سُـطرَ اسـمُها بأحرُفِ الذَهَبِ

وهيَ إنْ ذَهَبَتْ فبأسُ العَربِ قد ذَهَبَ