همسات القمر 120

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*انطلقي أيتها الروح في رحاب ربك فلن تخيبي ولن تندمي

خضّلي رموشك بدموع الإنابة وترقبي فجر الاستجابة..

أصغي لصوتك الملائكي وانفضي عنك ثوب العجز والوهن..

افتحي صدرك لنغمات عزفت لحن الحياة وردديها بهدوء وأناة

وفي ليل نجواك ..

علقي آمالك على مشجب الرجاء..وابتسمي ..

فما عادت خالية الوفاض يد تمتد بصدق الدعاء والالتجاء..

* حين يناجي المرء خالقه

تغدو همساته نسائم تداعب ستائر قلبه وتنشر في جنباته السكينة والأمان

وحين يضع حمله بين يديه.. يدرك أن اليد الحانية التي استقبلت همومه لا تلبث أن تربت على كتف مواجعه وتلقي على روحه نفحات السلام 

وحين تترسّخ ثقته بربه ويعي تماما أنه لن يُترك لسوط معاناة يجلده ويحفر في أعماقه خنادق ألم تعربّد وتتجبر ..

تستسلم النفس لراحة علوية ترفعها متعالية على كل معنى لا يرقى لشفافيتها وصفائها ..

تنسجم الذات بكل ما فيها .. لتبث ما حولها نورا من ضياء خالد أودعه الله فيها ..

تسير في الكون بجسد يدب على الأرض.. وروح معلقة برب السماء.. ترجو رضاه.. وتتوسل قوة من لدنه تداري ضعفها وتمسك بها أن تزل أو تهوي أو تضيع في سراب الدنيا الزائف ..

ألا فلتفرح النفس بعيدها.. عيد طاعتها لخالقها.. عيد تسليمها مقاليد أمرها له.. عيد رضاها وإدراكها أن تدابيره هي الخير كل الخير ..

وفي يقينها .. أن هدية عيدها تلك قادمة لا محالة .. بانتظار كن .. ليكون.. 

وبإذنه تعالى .. ستكون!

* غارقة أحلامي في فوضى العبث واللاجدوى..

تتقافز على أشجار عدمت رغبتها في الحياة وأقفرت من ثمار تغري بها المارقين..

ترسل دلوها إلى أعماق بئر سحيقة فلا تظفر بقطرة تروي ظمأ الفؤاد وتبلّ صدى الروح!

تعزف لحنها في نايها المشروخ فيتبعثر في أودية الضياع ..

لست أدري من الملام .. عالم الخيال والأحلام، أم واقع كصفوان أصم تتكسر على قسوته آمال وأمان يسلبها حق الحياة!

* وفي لحن الحياة معان تمتد امتداد العروق في الجسد..

يأتينا طورا كترنيمة طير، أو همسة من سحر، أو نغما يغسل النفس بندى الفرح

ويأتينا آخر بائسا يسلب الروح إشراقتها ويسري بحشرجة باهتة لحزن يسكن القلب مبعثرا أوصاله مزلزلا أركانه

فبأي ناي تعزف لنا الحياة ألحانها ؟

* مشاعري خيل جامح يتخبط في أرض ما لها من قرار

مفاوز وأخطار

حواجز وأسوار

ترنيمة يتيمة في أرض بوار

لكأنما هي الضرير في ليل وحدته ما عاد يبصر ليلا من نهار!

وسوم: العدد 700