همسات القمر 138

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*منحني ابتسامته ثم اتخذ الغيوم لحافا وغطّ في لذيذ نومه..

لماذا تركتني في وحشة السهد أغص بحروف أعددتها لمسامرتك؟

أوما علمت بأن نورك مؤنسي .. في وحدتي، أسدل ضياءك يا قمر

*ما كانت المكابرة في يوم من الأيام قوة..

ما هي إلا ضعف يغطي ضعفا أكبر وأعمق منه..

حين ندرك ضعفنا، ولا نعترف به.. حين نتركه كالجرح ملتهبا ولا نعمل أكثر من تغطيته دون علاج حقيقي يبريه..

حينها يلتفّ حبل المكابرة العنيد على رقابنا.. يخنقنا.. يكفننا بخاتمة حزينة ويلقي بنا في هاوية قاسية لا ترحم.

*شيء ما عالق في أوردتي

فكرة؟ همسة؟ نداء؟ مناجاة؟ شوق؟ فرح؟ أنين ؟ بكاء ؟... كلها مجتعمة؟

ربما 

وربما بعض خيال ماكر يتلاعب بي ليكسب جولات مرحه على أطلال حيرتي ..

أترقب، أرصد الزمن علّ في خطواته ما يفسّر خطراتي..

وكم في كؤوس الانتظار من مرار!

*من هو الحرّ ومن الأسير؟

لربما كلنا فينا جزء أسير، جزء مقيّد، جزء سجين.. بصورة أو بأخرى، أدركنا هذا أم لم ندركه..

أهناك من يمتلك حريته الكاملة في هذا الكون الفسيح؟

أشك في ذلك

*أحب الثرثرة الهادئة أمام حشد من نجوم تتأنق حول بدرها

أمام جماعة من طيور تغنّي ألحان سعدها

أمام البحر، أمام الزهر..

أمام نفس تاهت بين أحلامها وآمالها ..

أمام ذات ناسكة تبتهل بهمسة من أمل ونبرة من صبر.

أحب الثرثرة.. وليست أية ثرثرة..

بل ذاك الصنف الصامت الساكن المتبتل في خلوات نجواه..

صمتي وأنا.. وهذيان محموم يتأرجح بين رقعة أنين.. وصفحة وردية المُنى.

*بعض الأصوات تحمل في ثناياها أحاديث الذكريات

على شواطئها يقف الصمت ساهما.. يلقي بنظرة وعبرة

يصافح الماضي ويمنّى النفس بجميل آت.

*نبض الفؤاد قصيدة قد يعزّ فهمها على الغير 

وحدي من أجيد قراءتها 

وحدي من يفكّ غموضها وطلاسم سحرها

وحدي من يداعب شقاوتها ببسمة حينا.. ودمعة ألم حين آخر.. 

قصيدتي وحيدة تنتظر ليلة اكتمال البدر لترتسم على صفحاته ضياء ونورا

*كما يونس في بطن حوته

نظرات فزع تتملكني

ظلام محدق، دهشة تتعربش جدار السؤال

حيرة ذاهلة عن نفسها، حديث في النفس أعياه المقال..!

متى يلفظني على شاطئ النجاة

متى تلتذ بمذاق يقطينها الشفاه؟!

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

يتلوها اللسان، ويهمس بها القلب بخشوع ويقين..

أيطول العهد يا ليل؟

 أم الفجر تُرنّم بشراه حناجرُ الصابرين؟

*كلما ودّعت حروفي ووعدتها أن لا أعود..

أراني دون وعي مني أخطها من جديد!

إحساس كما الإعصار يزرع في داخلي رغبة خصامها

ومشاعر متأججة تحكم رباطها حولي تقتادني كمجرم هارب من وجه العدالة عليه أداء القصاص.

أهي الحرية أن أبعث الروح في ثناياها حية ناطقة

أم أنها القيد الذي يكبّلني بسطوة لا أستطيع تفسير كنهها؟!

أهو الإدمان عليها رغبة في نفث حرّة الصدر

أم الإصرار على رفقتها وصداقتها مدى العمر؟!

لست أدري!

وسوم: العدد 712