عار على زمن الحضارة اي عار
نثرية كتبتها لتحكي قصة الثورة السورية ..وهدف المؤامرة هو القضاء على اطفالنا واجيال المستقبل
***
في معبد الطغيان
يبتهل الجميع كذباً
الكل يدعي مروءةً
ودموع التماسيح تكذبهم
فلا ترى منهم سوى العجب !..
فالبعض منهم قد شجب
والبعض منهم قد هرب
والبعض منهم واخجلتاه
باع المباديء والعرب
***
في معبد الشيطان
نقرأ " الدولار" رمزاً
يسعى العملاء أفواجاً اليه
لجمع الغنائم والذهب
حكامنا؟
باعوا حتى خيول الفاتحين
ولَم ينسوا السيوف والرتب
وقايضوا فرسان العرب
في سوق الخطب
"فاسقطوا التاريخ
واحيوا الخطب"
***
أطفال بلادي الحزينة يصرخون
يأتي اليهم الموت مع لبن الصغار
يأتي اليهم الموت مع اللعب
مع ذرات التراب
ممزوجة بغازات الاسد
عار على زمن الحضارة أي عار
***
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام أضحت في دمنا انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون تدمر ألف مدرسة
وبأي قانون تهدم الف مئذنة
ولكن...
عهر الامم صار هو القرار
عار على زمن الحضارة اي عار
يا سيد البيت الكبير*
في وجهك الكذاب .
تخفي ألف وجه مستعار
اطفالنا هم البداية في الرواية..
ثم يرفع عن المأساة الستار
فهل صار قتل الشعوب
وسام عز وافتخار.؟
هل صار قتل الناس في الصلوات؟
ملهاة الكبار..؟
هل صار قتل الأبرياء
شعار مجد..وانتصار؟
أم أن حق الطغاة في أيامنا
نهب..وذل.. واحتقار ؟
فبفضلكم ياسيد البيت الكبير
اضحى الموت يسكن حولنا
يطارد الأطفال من دار.. لدار
عار على زمن الحضارة اي عار
****
أطفال بلدي الحزينة
في المدارس يلعبون
كرة هنا...
كرة هناك...
قلم هنا..
قلم هناك..
لغم هنا..
دم هناك..
موت هنا..
دموع هناك..
بين الشظايا والدماء
زهرة الياسمين تبكي
والصغار
في الملاعب يتساقطون
بالأمس كانوا كالحمائم
في الفضاء يحلقون
واليوم بدمائهم يكفنون
عار على زمن الحضارة اي عار
***
طفل صغير..
ذاب عشقاً في تراب بلاده
كراسة بيضاء يحضنها
واوراق جريحه
وبقايا حقيبه
مجبولة بدم دافيء
وزهرة الياسمين
نبت فوق تربة ابيه
وبقايا حصالة فيها قروش
من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
وصورة الأب الذي غاب ولم يعد
طفل بلادي هذا كل مابقي لديه
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يعانق الطفل الصغير تراب ابيه
يبكي وفِي دمعه لوعة المشتاق
يطول بينهما العناق
وفجأة........
تطل قنابل الموت
تنهال حمماً على بقايا الدمع
فينساب الدم الغزير
ويسيل من فم الطفل الصغير
ثم يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح..
ويموت كل شيء في الوجود
يصيح الطفل قبل الموت
من ألم الفراق:
أشتاق يا شام للبن أمي
يسيل عطراً في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
فليمت في حنقه
وليمت في ذله
ثم يسدل الستار
ويمدد الطفل الشهيد
تحت الثرى
وتضحك الغربان
وترقص الغيلان
وينطلق صوت من بلادي
مع شعاع الفجر ينادي
سوريتي لا تتألمي
مهما تعالت صيحة البهتان
في زمن الشقي
فهناك في الأفق القريب
صهيل فجر قادم
هناك في الأفق القريب
يبدو سرب أحلامي
يعانق أنجمي
مهما تواري الحلم عن عينيك
سوريتي قومي...ودافعي
وانثري على ماء بردى الياسمين
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
***
أطفال بلادي الحزينة اليوم
يرفعون رايات الغضب
لن تسقط سوريتي
لن تموت عروبتي
لن تحتلها
عصابات حمالة الحطب
لن تضيع سوريتي مني
وهذا قسم او تغتصب
ولكن العين تدمع...
فأين العروبة... والسيوف البيض؟
اين الخيل الأصيلة والمآثر والنسب؟
أين الشعوب أين رجالات العرب؟
سوريتي لاتستسلمي
سوريتي لاتستسلمي
فستبقي انت الامل
والى الجحيم..ليذهب مسيلمة
ومعه كهان العرب
ياارض الحضارة يا دار اميه
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت... وعيد
ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون
في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الوليد
لكل طاغية ..أجل
وستعود سوريا لنا
وسنعيد تاريخ الحضارة
من جديد
سنعيد تاريخ الحضارة
من جديد
* سيد البيت الكبير هو ترامب
وسوم: العدد 820