طلال بن أديبة والقدوة الحسنة
"طلال بن أديبة" قصة للأطفال للكاتبة الأُردنيّة أريج يونس في 39صفحة لدار طلال أبو غزالة للتوزبع والنّشر .
العنوان "طلال بن أديبة"يستوقف القارئ ليتأمل في اختيار الكاتبة لهذا العنوان . فذكر اسم والدته لم يأت بالصدفة، وإنمّا جاء ليؤكد مدى ارتباطه الوثيق بأُمّه ووفائه لها لمساندتها له بالدّعاء دائما، بالإضافة إلى تقديمها له النصائح القيّمة، كما أنّ العنوان يثير في القارئ قضيّة الشّكر لمن يساندنا، وهو إشارة لشخصيّة طلال البّار بوالدته وحُسن تربيّته.
قصة "طلال بن أديبة" هي سيرة ذاتية في مراحل دراسته المختلفة وحتى التحاقه بالعمل.
من خلال تلك السيرة تُمرر الكاتبة رسائل للأطفال للاقتداء بطلال كقدوة لتحقيق النجاح، ومن خلال السّيرة يفوح رحيق الحنين إلى الوطن ومدينته يافا مسقط رأسه التي لم ينسها.
ويبدو إخلاصه وشكره للنّاس من خلال إشادته بدور المملكة الاردنية ومساندته له "الملك عبد الله الثاني، والحسين بن طلال."
تبرز الكاتبة قضيتيْن من خلال سرد السيرة على لسان طلال، وتعتبرهما بمثابة الكنز، فالأوّل هو التّمسك بالأرض، والثاني هو العلم لمجابهة العدو .
وتطرقت الكاتبة إلى المصطلح لاجئ من خلال وصفها ما حدث أيّام النّكبة، وهجرة أهل طلال من يافا قسرا إلى لبنان، وثم العيش بالأُردن .
ظلّت قضية الحنين الى الوطن لا تفارقه، فطلال يحن ويتحسرعلى يافا موطن الأهل حتى أنّ الكاتبة تنهي القصّة بجملة تعبّر فيها عن الشّوق إلى يافا.
نلاحظ في نهايّة القصة توجيه رسالة موقعة بإسم طلال أبو غزالة، الإسم الحقيقي لطلال بن أديبة.
لم يُذكر لأي سن موجهة هذه القصة، إلإ أنّه تمت الإشارة في الغلاف النهائي إلى أصدقائي الأطفال. ويختم بشعار لتحقيق النجاح.
وقد جاءت المقدمة على يد الكاتبة "أريج يونس لتلخص الهدف من هذه السيرة هو لنتعلّم كيف نصنع من المعاناة مجدا .
وقد جاء أُسلوب الكاتبة بلغة سلسة ووصف دقيق، ورسومات ملوّنة مناسبة للقصة .
وقد سردت الكاتبة السّيرة الذاتيّة بشكل تدريجي ومريح للقارئ، ففي البدايّة ظهر اسم طلال، وتدريجيا ظهرت صورته بعد اكتمال السيرة، ومن ثمّ ظهر اسم طلال الكامل ، طلال توفيق أبوغزالة.
بقي أن أقول سيرة ذاتيّة تصلح للصغار والكبّار لما فيها من دروس قيّمة.
وسوم: العدد 760