رسالة الأديب
الأديب هو لسان الأمة المعبر عن أنين آلامها و أنوار آمالها هو ريشة الفنان التي تعكس حالتها ويترجم وجدانها كما يعكس الماء على صفاء قمر السماء ونجومها هو تعبيرها الذي يختزل معاناتها ويواكب نجاحاتها ولذلك عندما ينزوي الأديب لينكفئ على نفسه في زنزانة ذاتية بعيداً عن هموم أمته فإنه بذلك يندّ عن تمثيل الرسالة المنوطة به ويتنكّب عن طريقها فالتجارب الشخصية والهموم الخاصة لا قيمة لها إلا من خلال ارتباطها بالهموم العامة وبمدى تماسها بها ولعل هذا سرّ الخلود الذي نجده لأدباء مشهورين خلدتهم قضايا شريفة وهموم سامية منيفة وربما البعض من هؤلاء قد عاصر من هو أمهر منه في صناعة الأدب وسبك الكلام ولكن حسن تمثيلهم لقضيتهم وصدق تعبيرهم عنها كتب اسمهم في سجل الخالدين ولعلّنا لا نجد في العصر الحديث بعد قضية فلسطين الجريحة التي يحاول العالم وأدها وتناسيها لا نجد قضية أهم ولا أخطر ولا أوقع في النفس ولا أصدق وأكثر حقيّة من قضية الشعب السوري الذي تكالبت عليه الأمم وتخاذل عنه بنو العم والتاث بالظلم فلذلك من أقل الواجب على أديبنا ناثراً وشاعراً وقاصاً وسابقاً في مجال الأدب ومصليّاً أن يستفرغ الوسع في خدمة هذه القضية ويجعلها همّاً واحداً بين عينيه يجمع عليه قلبه ويجعله قبلته ووجهته وبذلك يصون هذه الرسالة ويقوم بحق هذه الأمانة
وسوم: العدد 799