تغزل الجاحظ عن الصناع دراسة نصية عروضية
لما كان عروض الشعر العربي نظاما صوتيا لغويا عربيا اصطناعيا طارئا على الأنظمة اللغوية العربية الطبيعية، يصير به نتاج الشاعر بنيانا ذا وجهين متداخلين: عروضي يسمى "قصيدة"، ولغوي يسمى "نصا"، وكان إخلاءُ البحث عن أحد هذين الوجهين من البحث عن الوجه الآخر، الواقعُ المستمرُّ في علم العروض، إجحافًا بحق الشعر وإفسادًا لعمل الشاعر - كانت الدراسة النصية العروضية هي مستقبل علم العروض، بالاعتماد على القصائد الكاملة، والتنبيه على خصائصها الصوتية العروضية المعوَّل عليها في تمييز أنواع الشعر، ثم التوصل إلى أفكارها البنائية المعوَّل عليها في أداء رسائل النصوص الشعرية وتلقيها.
ولقد رأيت في دراسة نصوص الجاحظ الشعرية التي تغزل بها عن القُوّادِ الصُنّاعِ المنقطعين من ثقافتهم المحتبسين في صناعاتهم، دراسةً نصيةً عروضيةً - وَجْهًا من السعي إلى مستقبل علم العروض المرجوِّ، مُؤَيَّدًا بمقام الجاحظ الثقافي العربي العالي الكريم، وبغرابة هذا الجانب المهمل من بيانه، ولا سيما أن "الْعِنايَةَ بِالْمُهْمَلِ "إحدى شعب كتابته الجديدة الثلاث...
...أدرك المقال بالرابط!
وسوم: العدد 813