بحث لغوي في مصطلحات علم العروض...
علم العروض هو علم موسيقى الشعر. ولهذا العلم قوانين علمية يكتسبها الإنسان بالتعلم، وقد كان الخليل بن أحمد الفراهيدي(100-175ھجرية/718-791ميلادية) أول من ألف كتابًا في علم العروض. لقد اطلع الخليل على نماذج شعرية كثيرة، واستنبط أن الشعر العربي نشأ في الأصل في البادية في الصحراء. ولذا استوحى من الخيمة التي سكنها البدوي مصطلحاته في علم العروض مكسبًا إياها دلالات جديدة. والخيمة كانت تصنع من شعر الماعز المخلوط بصوف الضأن أو وبر الجمال، ولذا سميت ببيت الشعر بفتح الشين، وفي علم العروض بيت الشعر بكسر الشين.
وكل خيمة تعد وحدة مستقلة تعيش فيها أسرة، وكذا في علم العروض تحدث الخليل عن وحدة البيت، أي أن كل بيت من الشعر يعد مستقلا قائمًا بذاته، أو ما سمي بوحدة البيت.
وبيت الشعر يقوم على ثلاثة أعمدة في الطول وثلاثة أعمدة في العرض تتوسطها خشبة تسمى عروض، والشعر القديم يسمى الشعر العمودي لأنه مكون من شطرين، الشطر الأول يسمى الصدر، والشطر الثاني يسمى عجز، ويتكرر ذلك فيما يلي على هذا المنوال، وهذه مصطلحات مأخوذة من أقسام الخيمة التي تسمى اليوم الشق والمحرم. أو الصدر لاستقبال الضيوف والعجز للنساء والطبخ والنفخ. والعروض هو الخشبة التي تصل الشطر الأول بالشطر الثاني. وفي علم العروض هي التفعيلة التي في آخر صدر البيت. أما التفعلية الأخيرة في البيت فهي الضرب لأن البدوي كان يضرب على أوتاد الخيمة ليثبتها.
لكي تقوم الخيمة يقوم البدوي بربطها بحبال ثخينة وحبال خفيفة بالأوتاد التي تدق في الأرض، والحبل عند قدماء العرب يسمى سببًا وجمعه أسباب. ولدى الخليل بن أحمد يجب أن يكون في التفعيلة وتد واحد وسبب واحد أو وتد وسببان لا غير. والأسباب نوعان: سبب خفيف، وسبب ثقيل.
أما القافية فهي التي تقفو البيت وتجيء في آخره. وهي مكونة من الروي وهو حرف صحيح في آخر البيت يلتزمه الشاعر، مع حركته التي هي للإطلاق لأن الشاعر يقوم بمد الصوت، أي يطلقه أو يشبعه. والردف حرف علة يقع قبل الروي مباشرة. والردف عند البدوي هو الذي يركب خلف من يقود بعيرًا أو جملا. أما التصريع في البيت فهو وجود قافيه بين آخر الشطر الأول وآخرالشطر الثاني. والشطر الأول يسمى المصراع الأول والشطر الثاني يسمى المصراع الثاني، والمصراع هو باب الخيمة، أو فتحة.
أما أسماء البحور فمأخوذة من حياة البدوي في الصحراء، فالرمل على سبيل المثال هو الهرولة ضرب من المشي، والخبب نوع من مشي الفرس.
وسوم: العدد 853