رحلة القمر وحماس الشباب
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبو ديس-القدس، صدر عام 2019 كتاب "رحلة القمر" للكاتبة المقدسيّة الواعدة قمر منى، صدر الكتاب الذي صمّم غلافه صالح أكرم ويقع في 130 صفحة من الحجم المتوسّط.
وقفت أمام عنوان الكتاب حائرا، فماذا تعني الكاتبة بهذا العنوان"رحلة القمر"؟ خصوصا وأنّ اسمها هو "قمر"، فهل تعني القمر الذي يدور في السّماء ويعكس أشعّة الشّمس على الأرض ليلا؟ وإذا كانت تعنيه حقّا فإلى أين سيرحل هذا القمر؟ وإذا كانت تعني اسمها فإلى أين المسير؟
أحسنت الكاتبة لأنّها لم تصنّف كتابها تحت أيّ صنف أدبيّ.
تمعّنت بنصوص الكتاب بدءا من الإهداء والمقدّمة، ووجدت فيهما أنّ الكاتبة معتدّة بنفسها وبقدرتها على الكتابة إلى أبعد الحدود، وهذا حقّها ويحسب لصالحها، لكنّني أنصحها بالإبتعاد عن الغرور، كي ترتقي بكتابتها، خصوصا وأنّ لديها ما تقوله وما تكتبه.
أعجبني في النّصوص كثرة الأسئلة التي تطرحها الكاتبة على نفسها، وهذا أمر جيّد ويعني أنّ الكاتبة تفكّر وتبحث عن الحقيقة.
غالبيّة النّصوص تتفاوت بين المقالة والخاطرة وبتحفّظ، وإن خالطتها نصوص يمكن اعتبارها "قصيدة نثر مثل النّصّ "رحلة اللا وعي"ص 17، و"حوار مع النفس" ص20، و "الحبّ توفيق من الله"ص64، مع أنّ العنوان الأخير بعيد عن الشّعريّة.
وفي تقديري أنّ الكاتبة تسرّعت في نشر كتابها، وحبّذا لو أنّها تريّثت قليلا قبل النّشر، فالكتاب يعجّ بالأخطاء اللغويّة من "الإهداء" إلى "الخاتمة". والنّصوص في مجملها تكاد تكون بوحا لمواقف مرّت بها الكاتبة، التي دفعها حماس الشّباب لتعتبر نفسها صاحبة تجربة حياتيّة -رغم أنّها لا تزال في بداية الشّباب، حيث تقول:" والأجمل أن أخوض في تجارب الحياة وأنجح بخوضها" ص13.
حبّذا لو أنّ الكاتبة تركّز على المطالعة لتنمية ثقافتها، وتثري لغتها، وتكتسب أساليب الكتابة الفنّيّة، خصوصا وأنّ لديها ما تقوله وأنّها قدرة على كتابته.
وسوم: العدد 860