الأنماط العروضية
متوسط قصائد النمط الواحد في ديوان أوس بن حجر، ١.٠٣، وفي ديوان البهاء زهير ١.١٥، وفي ديوان علي محمود طه ١.٠٩، أي إن أقدمهم أكثرهم تنويعا عروضيا، وأوسطهم أقلهم، وأحدثهم أوسطهم! ربما ظن الباحث أن حركة التنويع متدرجة الصعود -"وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا"؛ صدق الله العظيم!- فوقف بما سبق على مظهر آخر من مظاهر جرأة الشاعر الجاهلي العروضية المعروفة، جرأة المالك لا المستعير!
ولكن هذا الباحث نفسه معذور في عجبه للبهاء، كيف يتمسك بالنمط العروضي الواحد هذا التمسك الذي أربى فيه وهو المتوسط، على الأحدث! حتى إذا ما جاس خلال ديوانه وقف على لهَجه بما ينتشر في الناس من قصائده؛ فهو يعود إلى نمطها مرارا لينظم منه ما يطمع في انتشاره كانتشارها، وما أكثر ما دعاه إلى ذلك بعض إخوانه فأجابه سخيًّا حفيًّا!
إن لأوس بن حجر قصيدتين من هذا النمط العروضي:
- طويلية وافية مقبوضة العروض والضرب، رائية مضمومة مجردة موصولة بالواو.
وإن للبهاء زهير ست قصائد من هذا النمط العروضي:
- كاملية مجزوءة صحيحة العروض والضرب، يائية مفتوحة مؤسسة موصولة بالهاء الساكنة.
وإن لعلي محمود طه ثلاث قصائد من هذا النمط العروضي:
- كاملية وافية صحيحة العروض مقطوعة الضرب، ميمية مكسورة مردفة بالألف موصولة بالياء.
ولا يخفى ما بهذا النمط الذي أكثر منه البهاء من ملاءمة غنائية ناجحة مستمرة، حتى لقد أدركت أحد كبار ملحني زماننا (الشيخ سيد مكاوي)، يذكر بعض ما حفظه منه وغناه!
وسوم: العدد 917