قصة لا تغضب يا كنغور وطاعة الأمّ
صدرت قصة الأطفال" لا تغضب يا كنغور" للكاتبة الفلسطينية سامية ياسين شاهين عن دار الهدى للطباعة والنشر في كفر قرع كريم 2001 م.ض. في المثلث الفلسطيني، وتقع القصة التي رافقتها رسومات الفنانة منار الهرم نعيرات، ودقّقتها لغويا لينا عثامنة في 24 صفحة من الحجم الكبير.
مضمون القصة: تتحدّث القصة عن كنغور-صغير الكنغر"الذي خرج للعب في الغابة وتعرّض لضربة مؤلمة من ذئب عندما رماه بالطابة، وفي مرة ثانية لاحقه أسد يريد افتراسه، وفي المرّة الثالثة تعرّض للأذى من زرافة عندما علقت طابته على شجرة عالية وعايرته الزّرافة بقصر قامته قياسا بها، وفي نهاية كلّ حادثة كان يتلقّى نصيحة من والدته، والتي توّجتها بنصيحة "داوِ الغضب بالإحسان"، وأخيرا عاد للعب بطمأنينة مع "كنغور" مثله.
بداية أودّ التّذكير أنّ القصّ على ألسنة الحيوانات والطّيور ليس جديدا على الأدب العربيّ، ومن أشهر ما كتب بهذا الخصوص "كليلة ودمنة" الذي ترجمه ابن المقفع إلى العربيّة، ومعروف أنّ كثيرا من الحكايات الشّعبيّة العربية تدور على ألسنة الحيوانات، وهكذا قصّ مرغوب لدى الأطفال المتلقّين. وتوالت بعدها كتابات كثيرة جاءت على لسان الحيوانات؟
الأهداف المرجوّة: يبدو أنّ الكاتبة تهدف من قصّتها هذه تعليم الأطفال أن ينصاعوا لنصائح والداتهم، خصوصا وأنّ كلّ أمّ تحرص على تربية أبنائها تربية صحيحة، وتحرص على سلامتهم، فعندما رمى الذّئب "كنغور" بالطّابة على رأسه، وعاد إلى والدته حزينا قالت له:"حاول أن تمنعه في المرّة القادمة بالإحسان" ص11. وعندما عاد كنغور حزينا بعد مطاردة الأسد له نصحته والدته قائلة:" احذر من الأشرار ترتح على مدار السّنين" ص17. ونصحته "بالنّفَسِ العميق مع شرب الماء ليزول عنه الغضب" ص19. وبعد ما جرى له مع الزّرافة تذكر نصيحة أمّه :" عالج الغضب بالإحسان."
كما تهدف القصّة إلى تعليم الأطفال الابتعاد عن مقابلة العنف بالعنف، وأن يتعاملوا بالإحسان مع من يسيء إليهم. وهذا يذكّرني بمقولة السّيّد المسيح عليه السّلام :"من ضربك على خدّك الأيمن أدر له خدّك الأيسر"، لكنّ أطفالنا ليسوا السّيّد المسيح ولن يكونوا.
وفي نهاية القصّة دعوة غير مباشرة للأطفال كي يلعبوا مع أبناء جنسهم وممّن هم في جيلهم؟
ملاحظات: ورد في بداية القصّة:"كنغور صغير ولطيف الشّكل والطّبع، يحبّ اللعب مع رفاقه، ذهب إلى الغابة ووضع في جيبه الطّابة."ص3. فكيف لعب بعدها مباشرة مع الذّئب؟ وكيف اختبأ الذئب من كنغور بعد أن ضربه مع أنّه من المفروض أن يفترسه؟ وبعدها طارده الأسد، واختلف مع الزّرافة؟ فهل هؤلاء أقران له؟ وكيف يلعب مع الذّئب وهو فريسة له؟ وكيف يذهب لمنطقة الأسود وهو طعام لها؟ وفي بداية القصّة "كنغور" معه طابة، لكنّ الرسومات المرفقة تظهر لنا كرة كبيرة وليست طابة. فهل الطّابة والكرة مسمّيان للشّيء ذاته، أم أنّ الطابة أصغر من الكرة؟ وكيف اختتمت الكاتبة قصّتها بأغنية على لسان "كنغور" جاءت باللهجة المحكيّة، وهي أغنية من تأليف الكاتبة وليست أغنية شعبيّة؟ أوليس من أهداف الكتابة للأطفال هو تعليمهم اللغة الصّحيحة؟
وسوم: العدد 945