خاطرة الى أحمد مطر، ولافتاتة الملفتة للنظر
قصائد تزيح الهموم من الصدور، الفاظها من المنظوم والمنثور. اخترت من سماء البلاغة نجوم بروجها، وروضة فصاحةٍ أينعت زهور مروجها.
قصائد تهز العواطف اهتزاز النشوان، كنزول الندى على الأغصان.
قصائد كالبنيان المرصوص وعقد الؤلؤ المرصوف.
شاعر يتنقل بين خمائل الأزهار، في رياض الحكماء والأبرار، فتتحول من نفح وطيب، الى روائح زكية وتضوع عجيب.
شعرك حلة بهية اكتستها المعاني الجميلة. زينتها بالخيالات الرقيقة والإلفاظ الرشيقة.
سيسجل اسمك في سجل المفاخر كشاعر أصيل من الأكابر.
فكرك روض زاهر، يسر الناظر، زيطيب الخاطر لأنه من القلب صادر.
الفاظك زكية الأرج، مريحة المهج، جميلة الألفاظ، ترنوا لها الالحاظ.
استخلصت من الشعر جوهره، وأخترت من معجم الإبداع أندره
شعرك ازكى من عبير من الازهار، وأشرق نورا من رابعة النهار، واهدأ من ليل ساكن في مكان هاديء آمن، وألين من غصن يانع، في رياض البدائع.
احسنت القصد وزدته جمالا على جمال ، وابدعت في ترويض الخيال، شعرك نحمة تشرق في سماء الشعر، كأنها البست ديباجة السحر.
غطست في قاموس الشعر فخرجت بجواهر شعر لم يُبتذل مَصونها، وبأصداف رائعة تبرق بمكنونها.
ابدعت في هذا النوع من الآداب، بشعر ساحر للألباب، يأتي القلب ويطرق الباب، فيجيبة أهل الأدب بالترحاب.
بذرت الجمال الخلاب، فحصد منجلك الاعجاب. درت في بحور فلك الفصاحة والبلاغة والمعاني والبيان المنجز، فتالله وبالله إنه لهو المفحم والمعجز، شعر كلآلىء الصدف، وآداب كالروض الانف. وحكم أرق من نسيم السحر، ونقد لو أنها للنجم ما غاب ولا استتر،
اصبحت قصائدك سجية وعادة، ففي الثقافة والوعظ والاستفادة، والتعليم والمعرفة والإفادة. تفتحت كمائم رؤيتك عن زهر المعاني، وتوشحت حدائق معارفك بحرز الأماني، وقفت على موائد الفوائد، وآنست بفرائد العوائد، وأخذت بمجامع القلب، واستولت على العقل واللب.
اخترت طرائف ألفاظ، ما يبهر العيون والألحاظ،، فما أحلى ثمرة تلك الفكاهة، وما أجلى ذاك السحر والنباهة. نظم قد انتثرت من فرائده عقود الدرر، ونثر قد انتظمت من فوائده الغرر.
لك شعر يسحر الألباب برقته، ويدع الأديب مشتغلاً بحيرته، جمع بين الرقة الجزالة، ونزل من البلاغة منزل البدر من الهالة.
لكن للعتاب يا مطر أسباب وأبحث عن جواب
قد أسأت يا مطر الى النظام الوطني، بلافتات حادة ونقد علني، فأسألك بالله هل أتاك حديث العملاء، وما حلٌ بالعراق من خراب وبلاء؟
هل أتاك حديث الإحتلال وسوء المآل، وألف سؤال وسؤال؟ تبقى بلا جواب ليوم الحساب.
هل أتاك حديث ولايه الفقيه، وكلامه السفيه، عن (بغداد)عاصمة الساسانيين، ترهات وسخافات قصدها مبين، متناسين فتوحات الأجداد الكبيرة، ومن نور ايمانهم وأمن لهم الجنة وحسن السيرة؟
لماذا رميت اللافتات بعد إن اشتد البلاء، وإنسحبت من الميدان بخفة وإستحياء. كأنك رضخت لمنطق الأعداء، ورضيت بمزاعم بالسفهاء؟
يا مطر: ألم تهز مشاعرك معاناة العراقيين، ولا الأيتام والأرامل والفقراء بالملايين، ولا ما يحيق من شر مستطير مبين، على هذا البلد الأمين؟
هل ندمت يا مطر على اللافتات، بعد أن تبين لك فضائح الحكومات؟ هل ندمت بأن من كنت تدافع عنهم فاسدين وعملاء، ديدان روث خنازير ووباء؟
يا مطر: هل تتابع أحوال بالعراق، إذن ارجع الى لافتاتك ولا تكن أبن عاق. كفاك سبات وإنسحاب، والعبرة لأولي الألباب.
إرجع يا مطر فنحن فقد طال إنتظارك، العملاء فقط يخشوا عودتك واستمرارك.
وسوم: العدد 1014